رجل له أب ظالم لأهله ويأكل حقوق للناس ، فما اتجاه الابن من ناحية هذا الأب من حيث أمره بالمعروف والنهي عن المنكر علما بأنه لا يقبل النصيحة فإذا نصح جعل يشتم ابنه ويسب الدين وغير ذلك .؟ حفظ
السائل : يقول : فضيلة الشيخ إن لي أباً عاش طيلة حياته في ظلم الناس والتشفي في أكل حقوقه ظلماً وزوراً لدرجة أني وعائلتي بكاملها وجميع أقاربه لم نسلم من شره وفجوره، ودخول المحاكم والمطالبات والقضايا ديدنه وشغله الشاغل، وأريد أن أعرف ما تجاهي من ناحيته فإني أخاف أن أموت ولم آمره بمعروف ولم أنهه عن منكر، مع العلم أنه يعيش حياة لا تمكنني من مجالسته أو لقائه، وإذا لاقيته أعرض عني وشتمني وسب ديني وتمادى في ظلمي وكذلك أخاف عليه من سوء الخاتمة، فأنا لا أريد أن أفقد باباً من أبواب الجنة فتقصيري يكفيني، فما توجيهكم حفظكم الله؟ ولعل هذا الشريط أقدر على إيصاله إليه فينفعه الله بتوجيهكم ؟
االشيخ : أوجه النصيحة إلى هذا الأب من وجهين : الوجه الأول : فيما بينه وبين ربه، فأقول : اتق الله في نفسك وفي أهلك وفي إخوانك فإنك لا تدري متى يفجؤك الموت، وإذا كنت ظالماً فإن الظالم قد يعاقب بسوء الخاتمة والعياذ بالله، وإذا مات الإنسان على غير هدى وتقوى فيا ويله ويا خسارته، ولهذا ذكر ابن القيم رحمه الله : " عن رجل كان يرابي يتعامل بالربا فيعطي العشرة بإحدى عشر أو بأكثر فلما حضرته الوفاة حضره بعض أهله، فكان يقول له : قل : لا إله إلا الله، فيقول : العشر بإحدى عشر، كلما قيل : قل لا إله إلا الله قال : العشر بإحدى عشر " ، ختم له بسوء الخاتمة والعياذ بالله، لأنه تعلق قلبه بالدنيا ونسي الآخرة ونسي الله عز جل، فنقول لهذا الأب المبتلى بهذه الفتنة والعياذ بالله : مطالبة الناس وأكل أموال الناس بالباطل اتق الله في نفسك، وإني أذكره بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من حلف على يمينٍ هو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ) والعياذ بالله، وقال عليه الصلاة والسلام : ( من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) تكون هذه القطعة طوقاً في عنقه يوم القيامة اليوم الذي يشهده الأولون والآخرون يكون طوقاً في عنقه والعياذ بالله، واليوم هذا كم مقداره ؟ مقداره خمسون ألف سنة، فعليه أن يتوب .