من أصول الإيمان. حفظ
الشيخ : ذكرنا أن كل إنسان في خسر إلا من اتصفوا بصفات أربع يعدها مسعود . الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، الإيمان هو : إقرار القلب إقراراً يستلزم القبول والإذعان، تقر بقلبك بما يجب الإقرار به، وقد سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان ؟ فقال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) هذه أصول الإيمان، ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) محمد الأمين. يعدها لنا، وأنت قائم.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك. هذا الإيمان، اليوم الآخر : الإيمان به ركنٌ من أركان الإيمان، فما هو اليوم الآخر ؟ اليوم الآخر هو يوم القيامة، لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت "، الإيمان بكل ما يكون بعد الموت داخل في الإيمان باليوم الآخر، وذلك أن الإنسان إذا مات ودفن وتولى عنه أهله وأصحابه أتاه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه، كل إنسان يُسأل حتى إن الإنسان يُقعد في قبره، فيقال له : من ربك ؟ فيقول المؤمن : ربي الله. ما دينك ؟ ديني الإسلام. من نبيك ؟ نبيي محمد، فيجيب بالصواب، وحينئذٍ ينادي منادٍ من السماء : أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من هؤلاء، أما الكافر أو المنافق فإذا قيل له : من ربك ؟ قال : هاه هاه لا أدري، ما دينك ؟ هاه هاه لا أدري، من نبيك ؟ هاه هاه لا أدري. وحينئذٍ يقال له : لا دريت ولا تليت، ويضرب بمرزبة من حديد يصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين، ثم ينادي منادٍ من السماء : أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له باباً إلى النار، أعاذنا الله وإياكم من ذلك، هذا من الإيمان باليوم الآخر، ومن الإيمان باليوم الآخر : أن تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يخلو بعبده المؤمن وحده ويقول له : ألم تعمل كذا ؟ ألم تعمل كذا ؟ ألم تعمل كذا من الذنوب ؟ فيقول : بلى يا رب، ويقرره بذنوبه، فيقول الله له : قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، أما غير المؤمن، والعياذ بالله، فإنه لا يحاسب هذا الحساب، ولكن تحصى أعمالهم فيخزون بها وينادوا على رءوس الأشهاد : (( هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )) من الإيمان : الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان الستة، والقدر : هو تقدير الله عز وجل، وذلك أن الله عز وجل كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة، فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، خلق الله القلم فقال له : اكتب. قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى في تلك الساعة ما هو كائن إلى يوم القيامة، ولكن الله عز وجل خلقنا وجعل لنا إرادة ومشيئة واختياراً نختار الذهاب والرجوع والأكل والشرب والنوم، كل شيء نختاره والحمد لله، أعطانا الله تعالى اختياراً، نختار أيضاً العمل الصالح أو ضده، فلا عذر للإنسان مع أن الله أعطاه الاختيار وأرسل إليه الرسل وأنزل إليه الكتب .