أنا شاب أرغب في أن أكون إماماً لمسجد، ولدي القدرة على ذلك، وقد كنت في فترة ماضية، ولكني أخاف على نفسي من هذا الراتب الخوف من دخول الدنيا في القلب وأن يكون الهم هو الراتب فقط؟ حفظ
السائل : يقول : أنا شاب أرغب في أن أكون إماماً لمسجد، ولدي القدرة على ذلك، وقد كنت في فترة ماضية، ولكني أخاف على نفسي من هذا الراتب الخوف من دخول الدنيا في القلب وأن يكون الهم هو الراتب فقط ؟
الشيخ : نعم. نقول : بارك الله فيك، لا تجعل الهم هو الراتب، اجعل همك أن تكون إماماً للمتقين، فإن الحاضرين إلى المساجد من المتقين إن شاء الله، وأنت إمامهم، فتدخل في عموم قوله تعالى : (( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )) واترك الراتب كأنه إن جاء فهو جائي وإن لم يأت فلا يهمنك، وحينئذٍ تكون نيتك خالصة، أما وضع الراتب للأئمة والمؤذنين والمعلمين والمدرسين والدارسين، فهذا من باب التشجيع على الخير، ولا بأس به، وكان النبي عليه الصلاة والسلام في غزواته يجعل جعلاً ينشط الغزاة على القتال، حتى قال : ( من قتل قتيلاً فله سلبه ) يعني : ما عليه من الثياب والرحل وما أشبه ذلك مما يعد سلباً، كل هذا من باب التشجيع على الخير، ولا حرج على الإنسان أن يأخذ بدون طلب، المشكل أن يطلب، هذا هو المشكل، يعني يطلب زيادة على وظيفة دينية، ولهذا سئل الإمام أحمد رحمه الله : عن رجل طلبوا منه أن يصلي التراويح فقال : أنا أصلي بكم التراويح، لكن بكم ؟ ما أصلي إلا بكذا وكذا، فسئل الإمام أحمد عن هذا فقال : " من يصلي خلف هذا؟ من يصلي خلف هذا ؟ " يعني معناه أن هذا الرجل يريد أن يكون إماماً من أجل الدنيا، قال : نعوذ بالله، من يصلي خلف هذا ؟ بعض الناس يقول : إن أخذه الراتب على الإمامة ينقص من إخلاصه، وهذا غير صحيح، ينقص من إخلاصه إذا كان لا يصلي إلا لأجله، أما إذا كان يصلي لله عز وجل ويستعين بما يأخذه على نوائب الدنيا فلا بأس بذلك نعم .