ما حكم التأمين على السيارة والمنزل والمزرعة وحتى على الحياة.؟ حفظ
السائل : يقول السائل : فضيلة الشيخ تفشت مشاكل التأمين على السيارة، والمنزل، والمزرعة، وحتى على الحياة، ما توجيهكم حول ذلك حفظكم الله ؟
الشيخ : والله أنا أستغرب أن يكون شعبنا، وهو شعب مسلم ولله الحمد، محافظ ينهمك في هذه الأشياء، مع أن علماءنا يقولون بالتحريم، يعني صدر من الهيئة الدائمة للإفتاء صدر منها التصنيف بأن هذا حرام، وإذا كنا لا نطيعها فمن نطيع ؟! نطيع السفهاء، نطيع الجهال، هذه معاملات كلها محرمة، لا يجوز للإنسان أن يدخل فيها وليعلم الإنسان أنه لن يخلد للمال ولا يخلد المال له، وأنه لا يدري ربما يفارق دنياه كلها قبل أن يمسي إن كان في الصباح، أو قبل أن يصبح إن كان في المساء، فلماذا الانهماك، التأمين هو الميسر الذي قرنه الله تعالى بالخمر وعبادة الأصنام (( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) لهذا يجب علينا أن نتناصح وأن نتواصى بالحق، وبالصبر، وبالمرحمة، وأن ننظر ما يقول علماؤنا، أما أن نعمل ولا ندري، أو ربما يقول القائل : (( لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )) فليس هذا بخلق المسلم، وليس هذا من شأن المجتمع المسلم، المجتمع المسلم يقول : أنا خُلقت لعبادة الله، فلأكن عابد الله، لأكون مطيع لله في عباداتي ومعاملاتي وجميع أحوالي، الدين : صلاة، وصيام، وصدقة، وحج، وبر وغير ذلك لكن ليس هذا فقط، الدين : عبادة، ومعاملة، وأخلاق، فكما أننا متعبدون لله تعالى بحقوقه، كذلك متعبدون لله تعالى بالمعاملات، وأطول آية في كتاب الله كلها إيش ؟ في المعاملات، أطول آية : آية الدين، وهي في المعاملات، مما يدل على أن الدين الإسلامي ليس عبادة فقط، بل عبادة، ومعاملة، وأخلاق، واجتماعيات، فالحذر الحذر من هذا الزيغ والعياذ بالله، الله الله في لزوم العلماء، الذي وهبهم الله علما، ودينا وأمانة، نسأل الله لنا ولكم الهداية .
نعم .