تعليم الأولاد وبين حقوقهم الشرعية. حفظ
الشيخ : ثانياً : وهب لنا من (( وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ )) من ذرياتنا من الذرية ؟ الأولاد من بنين وبنات، لكن الأولاد صغار، البنين والبنات يحتاجون إلى تربية وإلى تهذيب أخلاق، وما أحسن أن يلقاك صبي صغير في سن التمييز تقول : أحفظت شيئاً من القرآن ؟ يقول : نعم، اقرأ الفاتحة، يقرؤها عليك، الإنسان يمتلئ قلبه سروراً، وهذا والحمد لله يوجد الآن، يوجد أناس ولله الحمد إذا جلسوا مع أولادهم الصغار درسوهم القرآن، علموهم شيئاً من أصول الدين ولو كانوا صغاراً، الصغير ما ينسى، لا ينسى ما سمع ولا ما رأى، علِّم ولدك الذكر أو الأنثى، إذا جلست معه على القهوة، على الغداء، على العشاء، على مجلس سهر علمه أدبه، قل له : يا بني كذا، يا بنتي كذا، كذلك أيضاً علمه الصدق، أخبره، لا تعده موعداً فتخلفه، إذا وعدته موعداً فأخلفته استسهل الكذب، واستسهل إخلاف الوعد، لو قلت : تعال يا ولد، بعطيك حلوى، وأدخلت يدك في جيبك على أنك إيش ؟ تبغى تعطيه حلوى، ثم يوم جاء أمسكته تجي تضربه ولا ... ولا ما تعطيه شيء، ماذا يكون رد الفعل في نفسه ؟ سيكون شديداً، وسيتعود الكذب، سيتعود الكذب، ولذلك يخطئ بعض الناس، إذا صاح الصبي قال : اسكت، اسكت، اسكت تبي حلاوة ؟ الصبي على طول يسكت ! لأن الحلوى عنده من أغلى شيء، إذا أسكت قال : ... وهذه الحلوى عنده، هل هذا صواب ؟ لا، لكن إذا لم يكن معك حلوى تفي بوعدك قل له : اسكت يا ولد، الصياح مو زين، وقل له كلاماً يكون حق، وكذلك أيضاً أمرهم بالصلاة : متى نأمرهم بالصلاة ؟ لسبع، قبل السبع لا تأمرهم، إن صلوا فمن أنفسهم، فذاك المطلوب، ولا تمنعهم، لكن لا تأمرهم لأنك لست أحكم من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يأمرنا أن نأمرهم إلا لسبع إلى العشر، فإذا أتم عشراً فحينئذٍ يُضربون لكن ليس ضرباً مبرحاً، وليس كضرب البالغ منهم، بل ضرباً يحسون باهتمامك بالصلاة، ولكل مقام مقال، والصبيان يختلفون، بعضهم عنده شعور قوي بمجرد ما تنهره أو تأمره يمتثل، وبعضهم عنيد لا يزداد بمثل ذلك إلا نفوراً منك، فلكل مقام مقال .