ذكرت بارك الله فيك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع صريف الأقلام ليلة المعراج، فكيف نجمع بين هذا وبين ما ثبت أن الله تعالى أول ما خلق القلم فقال له:( اكتب. قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فالله قد كتب مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فنرجو إزالة هذا الإشكال أحسن الله لنا ولكم الحياة والمعاد.؟ حفظ
السائل : يقول : فضيلة الشيخ ذكرت بارك الله فيك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمع صريف الأقلام ليلة المعراج، فكيف نجمع بين هذا وبين ما ثبت ( أن الله تعالى أول ما خلق القلم فقال له : اكتب. قال: ما أكتب ؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فالله قد كتب مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فنرجو إزالة هذا الإشكال أحسن الله لنا ولكم الحياة والمعاد ؟
الشيخ : أولاً : أنصح أخي السائل والمستمعين أن مسائل الغيب لا يجوز فيها أن يعارض بعضها ببعض، يجب القبول، يجب أن نقبل أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى يوم القيامة، ويجب أن نؤمن بأن محمداً رسول الله سمع صريف الأقلام ما دام كل منهما صحيحاً، يجب علينا أن نؤمن ولا نقول : لماذا أو كيف ؟ لأن هذه أمور غيبية يا إخواني كما أننا نؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، هل يقول قائل : طيب كيف ينزل وهو فوق كل شيء ؟ نقول : ما يجوز هذا، الأمور الغيبية قل : سمعنا وصدقنا ولا تعارضها، أسألكم كلكم الآن : هل يمكن واحدا منكم أن يصف لنا نفسه التي بها حياته ؟ أجيبوا لا (( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي )) كيف تحاولون أن تعرفوا صفة الرحمن عز وجل أو أن تعرفوا أقداره ؟ هذا لا يمكن، نصيحتي لكل واحد، أن مثل أمور الغيب يجب إيش ؟ أن يؤمن بها ولا يسأل، أشرنا قبل قليل في المعراج أن الرسول صلى بالرسل إماماً في بيت المقدس ، وحين صعد إلى السماء وجد فيها من المرسلين من وجد، هل نقول : كيف يكون ذلك ؟ أبداً، الأمور إذا صحت في القرآن أو في السنة قل : آمنا بالله ورسله، لا تضرب القرآن بعضه ببعض ولا السنة بعضها ببعض، هذه أمور أكبر من عقولنا، أعرفتم الآن، على أنه لا يستحيل عقلاً أن تكتب الأشياء مرتين، الإنسان مثلاً عنده مثلا دفتر يكتب فيه اليوميات ويعيدها أيضاً مرةً ثانية في أوراق أخرى، هذا ممكن عقلاً ؟ على أن الأمور الغيبية لا تحاول أن تقيسها بعقلك، لأنها أكبر من عقلك، فنقول : إن الله تعالى قال : (( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ )) كل يوم هو في شأن عز وجل، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وهذه الأقلام التي سمعها الرسول عليه الصلاة والسلام من الممكن أن تكون أقلاماً تعيد ما كتب في اللوح المحفوظ، والله أعلم، إن كان هذا هو الحق فالحمد لله الذي وفقنا له، وإن كنا أخطأنا فنستغفر الله ونتوب إليه، لكننا نؤمن بما أخبر الله به ورسوله، وإياك أيها الأخ إياك أن تعارض القرآن بعضه ببعض أو السنة بعضها ببعض هذه أمور غيبية، الأمور الحكمية الفقهية نعم صحيح الإنسان للعقل فيها مجال ومدخل، أما الأمور الخبرية المحضة فلا تتعب نفسك نعم .