نرى كثيراً من الناس يقضون أيام شهر رمضان المبارك في مكة طلباً للثواب ومضاعفة الأجر مستصحبين عوائلهم معهم، ولا شك أن هذا من حرصهم على طاعة الله عز وجل، ولكن يلاحظ على بعضهم إهماله أو غفلته عن أبنائه أو بناته هناك مما قد يتسبب في أمور لا تحمد مما تعلمونها، فهل من توجيه إلى هؤلاء، ليكمل أجرهم ويسلم عملهم.؟ حفظ
السائل : يقول : فضيلة الشيخ نرى كثيراً من الناس يقضون أيام شهر رمضان المبارك في مكة طلباً للثواب ومضاعفة الأجر مستصحبين عوائلهم معهم. ولا شك أن هذا من حرصهم على طاعة ربهم عز وجل. ولكن يلاحظ على بعضهم إهماله وغفلته عن أبنائه أو بناته هناك مما قد يتسبب في أمور لا تحمد مما تعلمونها. فهل من توجيه إلى هؤلاء ليكمل أجرهم ويسلم عملهم.؟
الشيخ : نعم. فيه توجيه. والشكايات في هذا كثيرة. بعض الناس يصطحب عائلته في العمرة، لكنه يعتمر ويبقى في مكة يوما أو يومين ثم يرجع. هذا حصّل أجرا كاملا، لأنه أدى عمرة في رمضان، ومن أدى عمرة في رمضان فكمن أدى حجة. وانتهى. ويرجع إلى بلده، وينشط أهل مسجده. وربما يكون خشوعه في بلده أكثر من خشوعه في المسجد الحرام لكثرة الناس ولكثرة الضوضى والأصوات وما أشبه ذلك. هذا لا شك أنه على خير.
رجل آخر ذهب بأهله وأدى العمرة وأبقاهم هناك ورجع. وهذا غلط عظيم. هذا إهمال. وليس له من الأجر والله أعلم أكثر من الوزر إذا فعل أهله ما يؤزرون به ، لأنه هو السبب.
رجل ثالث ذهب بأهله، وبقي طيلة شهر رمضان. لكن كما قال السائل لا يبالي بأولاده ولا ببناته ولا بزوجاته يتسكعون في الأسواق، وتحصل منهم الفتنة، وتحصل بهم الفتنة، ولا يهتم بشيء من ذلك. وتجده عاكفا في المسجد الحرام. سبحان الله! تفعل شيئا مستحبا وتدع شيئا واجبا. هذا آثم بلا شك. وإثمه أكثر من أجره ، لأنه ضيع واجبا. والواجب إذا ضيعه الإنسان يأثم به. والمستحب إذا تركه يأثم به ولا ما يأثم؟ لا يأثم. فنصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله ، فإما أن يرجعوا بأهلهم جميعا ، وإما أن يحافظوا عليهم محافظة تامة.
والله المستعان .