ترك الأهل بغير راع. حفظ
الشيخ : المسألة الثانية : بعض الناس يذهب إلى العمرة ويذهب بأهله. وقد قسمنا في المجلس السابق الناس إلى كم؟ ثلاثة أقسام. قسم : يذهب بنفسه ويعتمر ويرجع إلى أهله. وهذا حسن طيب. قسم آخر يذهب إلى مكة ويعتمر ويبقى طيلة الشهر، ويدع أهله مسيبين. وهذا خطأ، غلط ، لأن بقاءه في أهله أفضل من بقائه في مكة. أذكر لكم قصة، لأني لا أحب أن يتكلم أحد بشيء إلا بدليل. مالك بن الحويرث رضي الله عنه، مالك بن الحويرث قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد وأقاموا عنده عشرين يوما. ثم قال لهم عليه الصلاة والسلام : ( ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم ). - استمع يا أخي - الشاهد من هذا الحديث قوله : ( اذهبوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم ). أقيموا فيهم، لأن الرعية بلا راع إيش تكون؟ تضيع ، تضيع ، والرجل راع في أهل بيته. فكونه يذهب إلى مكة ويبقى هناك زعم أنه يتعبد لله، وأن ذلك أفضل من الرجوع إلى أهله غلط. رجوعه إلى أهله وبقاؤه فيهم أفضل بكثير ، لأنه سيؤدبهم، سيراقبهم، سينظر أحوالهم. كم هذا من قسم كم ذكرنا من قسم؟ قسمين. باقي القسم الثالث : يذهب الرجل بعائلته إلى مكة، ويبقى بها كل الشهر أو أغلب الشهر. لكنه يسيب أهله ، يسيب الفتيات والفتيان والزوجات والأخوات يتركهم. يبقى في المسجد يتعبد لله. لكن يترك الواجب عليه وهو مراعاة من؟ الأهل. وتعلمون أن مكة في أيام العمرة تكون خليطا من كل فج، من البلاد وخارج البلاد. وعباد الله تعالى لا يملكهم زمام. فيكون في هذا شر كثير. يكون هذا مضيعا للواجب فاعلا للمستحب. وأيهما أولى به؟ الواجب أولى به. فإما أن يراعي أهله ويمنعهم، وإما أن يرجع، وإما أن يرجع. وهذا من الجهل .