ما حكم اللصقة التي توضع على الجسم وتعطي الجسد حاجته من النيكوتين حتى يتوقف عن التدخين فهل تفطر.؟ حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ : حول موضوع التدخين : يباع في بعض الصيدليات لصقة طبية توضع على الجسم، تعطي الجسد حاجته من النيكوتين إلى أربعة وعشرين ساعة كخطوات للإقلاع عن التدخين. السؤال : إذا وضعت في الليل لمدة أربع وعشرين ساعة وتوضع غيرها. فهل يكون الإنسان مفطرا في رمضان عند استخدامه لها؟
الشيخ : لا يكون مفطرا في رمضان. وله أن يستعملها. بل قد يجب أن يستعملها إذا كان هذا طريقا إلى الكف عن استعمال الدخان. ولا بأس للإنسان أن يترك المحرم شيئا فشيئا ، لأن الله تعالى لما أراد تحريم الخمر لم يحرمه بتاتا مرة واحدة. بل جعل ذلك درجات : فأباحه أولا، ثم نهى عنه في وقت من الأوقات، ثم بين أن مضرته أكثر، ثم نهى عنه في وقت من الأوقات، ثم نهى عنه مطلقا. فالمراتب أربعة. أحله في قوله تعالى : (( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا )). وهذا في سياق الامتنان فيكون حلالا. عرض بتحريمه في قوله : (( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا )). منعه في وقت من الأوقات (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى )). وهذا يقتضي أن نتركه عند الصلاة. حرمه بتاتا في قوله : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ )). ولهذا نزل تحريم الخمر وآنية الصحابة مملوءة من الخمر، حتى خرجوا بها إلى الأسواق وأراقوهها في الأسواق.
وسبحان الله! ما الفرق بيننا وبينهم؟ الفرق بيننا وبينهم في الامتثال كالفرق بين زماننا وزمانهم. لم يتلكؤوا، لم يقولوا نشرب ما بقى في الأواني. أبدا. تدار بينهم الكئوس فخرجوا وأراقوها في الأسواق. امتنعوا منعا باتا. ولا قالوا هذا قد أخذ لبنا، وأخذ عادتنا وما أشبه ذلك. لا، تركوا نهائيا ، لأن عندهم من العزيمة ما يسهل عليهم الشدائد. نعم.
السائل : يقول السائل فضيلة الشيخ.
الشيخ : عبد الرحمن يشير أنه انتهى الوقت.