الكلام على شروط وجوب الحج. حفظ
الشيخ : ثم اعلم أخي المسلم أن من حكمة الله عز وجل أنه لما انقضى موسم الصيام جاء موسم الحج. وليس بينهما فاصل ، لأنه من حين أن تغرب الشمس آخر يوم من رمضان ينتهي إيش؟ ينتهي الصيام ركن من أركان الإسلام. وفي تلك اللحظة يدخل وقت الحج. (( الحج أشهر معلومات )) أولها شوال وآخرها ذو الحجة. وهذه من حكمة الله ومن رحمة الله حتى يكون الإنسان دائما يتقلب في طاعة الله عز وجل. ولهذا كان الناس في الزمن الأول يشدون الرحال من الآن، أي من شوال. ولذلك نجد المؤلفين الذين ألفوا في وظائف العام نجدهم يتكلمون على الحج وشروط الحج من، من شوال ، لأنه في ذلك الوقت كان الناس يحجون على الإبل أو على الأقدام. (( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ )) إيش؟ (( رِجَالًا )) يعني على أرجلهم (( وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ )) يعنني ويأتون على كل ضامر من الإبل (( يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )). فالآن ونحن في استقبال الحج يجب أن نعرف شيئا من شروط وجوبه. من شروط الوجوب في الحج وهو من أهمها : أن يكون الإنسان مستطيعا، يعني عنده قدرة مالية وقدرة بدنية. فإن كان عاجزا لم يجب عليه الحج. ودليل ذلك قوله تعالى : (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا )). فإذا قدرنا أن شخصا عنده وظيفة قدرها خمسة آلاف ريال. لكنها لا تزيد عن كفايته وكفاية عياله. فهل يلزمه الحج؟ لا. لا يلزمه الحج ولو كان راتبه مرتفعا. مادام هذا الراتب لا يكفيه وعائلته يعني لا يزيد عن كفايته وعائلته فإنه لا حج عليه. كذلك لو فرضنا أن شخصا عنده عشرة آلاف ريال. لكن عليه دين قدره عشرة آلاف ريال. هل يلزمه الحج؟ لا. لا يلزمه. يوفي الدين أولا، ثم إن بقي شيء حج به وإلا فليس عليه شيء. يعني مثل هذا الرجل يلقى الله عز وجل غير ناقص الإسلام ، يعني إسلامه كامل ما فيه نقص. لماذا؟ لأنه لم يستطع كالفقير الذي ليس عنده مال. هل تجب عليه الزكاة؟ لا. وإذا لم يزك هل نقول إن إيمانه ناقص؟ أو إسلامه ناقص؟ لا. ولهذا نحن نطمئن إخواننا الذين لا يستطيعون أن يحجوا نطمئنهم أنه لا نقص عليهم في ذلك ، لأن ربهم عز وجل الذي بيده الأمور وهو الحاكم بين عباده لم يوجب الحج على الناس إلا إذا استطاعوا إليه سبيلا. فلا ينبغي أن يقلقوا. بعض الناس تجده قلقا. ربما يذهب يستدين بقرض أو غيره ليحج. نقول هذا غلط. لا ينبغي أبدا. مادام الله قد وسع عليك فوسع على نفسك. أنت إذا حججت، استقرضت من شخص وحججت بقيت ذمتك مشغولة. بماذا؟ بهذا القرض الذي استقرضته وهو حق آدمي. لكن إذا لم تستقرض ولم تحج هل تبقى ذمتك مشغولة؟ لا ، لأن الحج لم يجب عليك حينئذ. كذلك أيضا بالنسبة للنساء، إذا لم يكن للمرأة محرم، قالت مثلا لأخيها : حج بي وأنا أعطيك النفقة. قال : لا. وقالت لجميع محارمها فأبوا. فلا تقلق ولا تضجر ، لأنها لا حج عليها. لماذا؟ لعدم الاستطاعة. فإذا قال إنسان : هي مستطيعة بدنها قوي ومالها كثير. قلنا نعم هذه استطاعة حسية. لكنها غير مستطيعة شرعا. إذ أنها ممنوعة شرعا من أن تحج بدون، بدون محرم. إذا أراد الله عليها أن تموت قبل أن تحج وهي لم تجد محرما فهل تلاقي ربها وهي ناقصة الإسلام؟ لا ، لأنها لا تستطيع، لو عصت الله وذهبت بدون محرم لكانت عاصية. لكن لو بقيت في بلدها وهي غير قادرة على المحرم لم تكن عاصية وتلقى ربها وليس في دينها نقص. ولكن في هذه الحال لو أراد ورثتها أن يحججوا عنها من مالها الذي خلفته. فهل يثابون على ذلك أو لا؟ الجواب : نعم يثابون على ذلك ، يعني لو أن ورثتها ورثوا منها مالا كثيرا. وهي لم تحج لأنه لا محرم لها. فأراد أحدهم أن يتبرع لها بحج من مالها. واتفق الورثة المرشدون على ذلك فلا حرج وهو من الخير. ثم إنه ينبغي لمن أراد الحج أن يختار الرفقة الصالحة العالمة. لا يكفي مجرد الصلاح. لكن لابد من علم ، لأن مسائل الحج من أكثر ما يكون إشكالا. يعني يتحير فيها أحيانا العلماء الكبار. لهذا إذا أردت أن تسافر إلى الحج فكن مع رفقة أهل صلاح وأهل علم ، أهل صلاح يعينونك على العبادة وعلى فعل الخير. أهل علم يرشدونك ويدلونك على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. ولتحرص على أن يكون معك من المال ما يزيد عن كفايتك ، لأنه ربما يطرأ في أثناء السفر أمور تحتاج إلى مال. فمثلا إذا قدرت أن يكفيك خمسة آلاف وأنت قد أغناك الله. فخذ كم؟ خذ عشرة. ما فيه مانع. ربما تحتاج أنت أو يحتاج رفيقك. لو حصل مثلا على الراحلة حاجة وليس معك فلوس تعطَّلْت. لكن إذا كان معك فلوس أمكن أن تدفع ما تحتاج إليه وتمضي في سبيلك. ونقتصر على هذا لأنه جاء وقت الأسئلة. ونسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح إنه على كل شيء قدير.
الطالب : جزى الله شيخنا ووالدنا على هذه الكلمات خير الجزاء ونفعنا بعلمه. والآن نعرض هذه الأسئلة.
الطالب : جزى الله شيخنا ووالدنا على هذه الكلمات خير الجزاء ونفعنا بعلمه. والآن نعرض هذه الأسئلة.