من مات في حريق منى هذه السنة وهذه هي حجة الإسلام له، هل يحج عنه.؟ حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ من مات في حريق منى هذه السنة وهذه هي حجة الإسلام له. هل يحج عنه؟
الشيخ : نعم. من مات في الحريق بعد إحرامه فإنه لا يحج عنه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرجل الذي مات يوم عرفة قال : ( اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه. فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا ). وقال الله تعالى : (( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )). وعلى هذا فإذا كان قد أحرم فلا يحج عنه. وتكون ذمته قد برأت. ولا ينبغي أن يكمل عنه النسك ، لأنه إذا.
أولا : لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أن يكمل عن الرجل الذي مات في عرفة نسكه. ما قال أتموا النسك عنه. ولأنه إذا أتمه فمقتضى هذا الإتمام أن يتحلل الميت من النسك. وحينئذ يحرم من أن يبعث يوم القيامة ملبيا. وهذا جناية عليه. ولو قيل بتحريم إتمام النسك عن الميت - لو قيل بذلك - لكان قولا متوجها ، لأن ذلك جناية على الميت في الواقع.
أما إذا كان لم يحرم. إذا كان لم يحرم، يعني : احترق قبل أن يحرم فينظر إذا كان فيما مضى من السنوات قادرا على الحج ولكنه أخره إلى هذا العام فإنه يقضى عنه من تركته.
وأما إذا كان لم يقدر على الحج إلا سنته هذه فإنه لا يقضى عنه، لأنه لم يتمكن منه.
نعم .