أنا شاب قد خطبت امرأة واتفقنا على كل شيء، وعند عقد النكاح فوجئت بمفاجئة وهو أن أهل الزوجة قد شرطوا علي شروطاً كثيرة لم يكن عندي خبر منها، فماذا أفعل.؟ حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ أنا شاب قد خطبت امرأة واتفقنا على كل شيء. وعند عقد النكاح فوجئت بمفاجئة وهو أن أهل الزوجة قد شرطوا علي شروطاً كثيرة لم يكن عندي خبر منها. فماذا أفعل؟ أرجو توجيه نصيحة في هذا الشأن .
الشيخ : هو يقول تم العقد؟
السائل : لا، ما ذكر العقد يا شيخ. يقول عند عقد النكاح ... .
الشيخ : والله ما هو الآن يقول : ما هي النصيحة؟ إذا كان قد عقد النكاح على هذه الشروط التي اشترطها أهل المرأة، نظرنا. إن كانت شروطا صحيحة فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ). وإن كانت شروطا غير صحيحة مثل أن يقولوا : نزوجك بشرط أن تطلق زوجتك التي معك هذا شرط باطل. ولا يجوز الوفاء به. ولا يلزمه أن يوفي به. وليس للأولياء، وليس للزوجة الجديدة ولا لوليها أن يفسخ النكاح إذا لم يطلق المرأة. وذلك لأنه شرط باطل. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها أو قال : ما في صحفتها ). هذا الشرط باطل. من الشروط أيضا : أن يشترطوا على الزوج أن يدخل الدش، وأن لا يمنعها من مشاهدة ما تريد. هذا أيضا شرط فاسد. ولا يحل للزوج أن يوفي به لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن شرط مائة مرة ). أما الشروط الصحيحة مثل : أن يشترطوا عليه أن تبقى في التدريس أو في الدراسة أو يشترطوا عليه مسكنا غير مسكن أهله وإخوانه أو يشترطوا عليه أن لا يخرجها من دارها أو أن يشترطوا عليه أن لا يسافر بها أو أن يشترطوا عليه أن لا يتزوج عليها. فهذه الشروط وأمثالها شروط صحيحة. إذا رضي لزمت. لكن لو شرط. لو شرط عليه أن لا يسافر بها. وبعد أن تزوجها، وصلحت الحال بينهما. وأراد أن يسافر بينهما. وقال أهلها : لا تسافر بها. وقالت هي أنا أريد السفر معه. فلمن الحق؟ لها ولا لأهلها؟ لها إلا في حال معينة. لو كان أبواها عاجزين ، يعني أمها وأبوها عاجزانكانا عاجزين واشترطا أن تبقى في البيت لخدمتهما. ورضي الزوج بذلك. فهنا الشرط إيش هو؟ صحيح ولا غير صحيح؟ صحيح ، لأنهما اشترطا منفعة لهما بل ضرورة فيكون الشرط صحيحاً.
وأقول لهذا الأخ السائل : إن كان قد عقد فقد مضى الشيء فلينظر في هذه الشروط. الفاسد منها يلغى والصحيح يبقى. ولو كانت شروطاً ثقيلة فلعل الله تعالى أن يجعل له من أمره يسرا. أما إذا كان لم يعقد حتى الآن فالأمر في يده إن شاء وافق وإن شاء خالف. نعم.
السائل : هل من توجيه يا شيخ لأولياء الأمور المفاجأة في الشروط هذه.
الشيخ : كأن الأخ السائل يعني كره أنهم فاجئوه بالشروط عند العقد. وحق له أن يكره ، لأنه الآن عند العقد في موضع حرج. قد دعا الناس إلى العقد وأعلمهم بأنه في الليلة الفلانية أو اليوم الفلاني. فإذا جاءت الشروط صار في موضع حرج. ولذلك نقول : إذا كان عند المرأة أو أوليائها شيء من الشروط فليكن عند الخطبة والإجابة. فيقولوا عندما يجيبونه : نعم. مرحباً بك. نزوجك. لكن هذه قائمة بالشروط التي لنا
إما أن يوافق وإما أن يدع. وأما إذا كان عند العقد فهذا لا شك أنه إحراج وأنه خديعة من الزوجة وأهلها.
نعم ربما يقول أهل الزوجة أو الزوجة : نحن لم نعلم. نحن لم نعلم عن الرجل تمام العلم إلا عند العقد. وأردنا أن نشترط عليه شروطاً تمنعه مما سمعنا عنه. مثل : أن يكون الرجل كثير السفر إلى بلاد فيها الدعارة والخنا فيشترطون عليه أن لا يسافر إلى هذه البلاد. ويقولوا : نحن ما علمنا بالأول. علمنا فيما بعد وأردنا الاستدراك. فهذا قد يكونون معذورين. نعم.