كثر في هذا الزمان من بعض أولياء الأمور ترك أهليهم وذويهم في الأسواق لوحدهن بدون محارم، أو ذهابهن مع السائق لوحدهن، أو ذهابهن إلى المدرسة بدون محارم، ويلاحظ انتظار بعضهن لأوليائهن لأوقات طويلة بعد فراغهن من التسوق لوحدهن، فما توجيهك بهذه المناسبة وفقك الله تعالى.؟ حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ : كثر في هذا الزمان من بعض أولياء أمور ، من بعض أولياء الأمور ترك أهليهم وذويهم في الأسواق لوحدهن بدون محارم ، أو ذهابهن مع السائق لوحدهن أو ذهابهن إلى المدرسة بدون محارم. ويلاحظ انتظار بعضهن لأوليائهن لأوقات طويلة بعد فراغهن من التسوق لوحدهن. فما توجيهك بهذه المناسبة وفقك الله تعالى؟
الشيخ : أرى أن الواجب على الإنسان أن يكون لديه غيرة على محارمه من زوجات أو بنات أو أخوات بل أو أمهات. وأن يحرص غاية الحرص على أن لا تذهب المرأة وحدها، لا سيما إذا كانت شابة وذهبت إلى سوق يكتظ بالرجال. فإن ذلك خطر عليها وعلى غيرها. المرأة فتنة تفتتن هي ويفتتن بها. فعليه في هذه الحال أن يكون مصاحباً لها. لكن مع الأسف أن الغيرة ماتت عند كثير من الناس. ألم تعلموا أن الرجل يأتي إلى الخياط فتنزل المرأة تكلم الخياط بما تريد والرجل جالس في السيارة لا يقف معها. وهذا مما يدل على ضعف الإيمان وموت الغيرة. كيف ترى أنك في السيارة وامرأتك أو بنتك أو أختك تخاطب الخياط ربما بخطاب ما تدري هل هو من الخطاب الجائز أو من الخطاب المحرم. ربما تخضع بالقول فتقع فيما نهى الله عنه في قوله : (( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ )). وهذه محنة عظيمة .
والواجب على الإنسان أن يراعي أهله، وأن تحمله الغيرة على أن لا يتهاون في هذا الأمر. كذلك بعض الناس يرسل ابنته أو أخته مع السائق وحده إلى المدرسة. وهذا حرام ، لأن هذا هو الخلوة بامرأة أجنبية، وهذا أعظم. ومعنى أجنبية : ليست من محرمه، من محارمه. وهذا أعظم من الخلوة في حجرة ، لأن هذا بإمكانه أن يؤزه الشيطان فيتفق مع البنت على أمر محرم ويذهب بها إلى ما شاء ويقضي وطره. ثم يعيدها إلى المدرسة أو يعيدها إلى أهلها إذا كان وقت الدراسة قد انتهى. فالمسألة خطيرة. ولا يحل للإنسان أن يرسل ابنته أو أحداً من محارمه مع سائق وحده .