مسائل في صلاة الكسوف. حفظ
الشيخ : وهنا مسائل :
أولا : لو أن شخصاً دخل والإمام قد رفع من الركوع الأول وأدرك الركوع الثاني. أيكون مدركاً للركعة أو لا؟ لجواب : لا. الجواب ليس مدركاً للركعة. فإذا دخلت مع الإمام في الركعة الأولى لكنه قد فاتك الركوع الأول منها. فإذا سلم الإمام تأتي بركعة. لكن هل تأتي بركعة مبتورة أي : ليس فيها إلا ركوع واحد أو بركعة فيها ركوعان؟ الجواب: بالثاني. لا بد أن تأتي بركعة فيها ركوعان، لأن الركعة الأولى فاتتك. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ). إذن لا بد أن تأتي بالركعة التي فاتتك على صفتها : ركوعان في الركعة وسجودان.
المسألة الثانية : لو أن الإنسان خفف الصلاة هل يكون قد أتى بالواجب؟ الجواب : نعم أتى بالواجب. لكن الأفضل أن يطيل. والدليل أنه أتى بالواجب قول النبي صلى الله وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ). وهذا قرأ. وقوله للرجل : ( اركع حتى تطمئن راكعاً ). وهذا إيش؟ اطمأن، فيجزئ. لكن الأفضل الإطالة كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
المسألة الثالثة : هل يقال للنساء في البيوت، أو لمن كان في بيته لمرض وعجز، هل يقال : صلوا أو لا؟ الجواب : يقال : صلوا لعموم الحديث : ( صلوا وادعوا ). فيقال لهؤلاء : صلوا في البيوت. ولا بأس أن تصلوا جماعة أيضاً. لو فرض أن النساء فيهن امرأة قارئة أمتهن فلا بأس، لأن الحديث عام يشمل صلاتها في المساجد وصلاتها في البيوت. لكن سبق لنا أنه بالنسبة للرجال الأفضل أن يصلوها في إيش؟ في الجوامع.
المسألة الرابعة : إذا مر الإنسان بآية السجدة في صلاة الكسوف هل يسجد ويطيل السجدة، أو يسجد سجدة خفيفة كالعادة؟ الظاهر الأول : أنه إذا سجد للتلاوة يطيل سجدة التلاوة كما أطال، كما أطال سجدة الصلاة. وذلك من أجل أن تكون الصلاة متناسبةً ، لأن سجود التلاوة داخل الصلاة حكمه حكم سجود الصلاة. فينبغي أن يكون طويلاً متناسباً.
المسألة الخامسة : هل ينبغي لنا إذا علمنا متى يكون الكسوف أن نخبر الناس بذلك ليستعدوا للصلاة أو الأفضل ألا نخبرهم؟ الجواب : الثاني، الجواب : الثاني أن لا نخبرهم ، لأن كون الشيء يأتي والإنسان مستعد له يقلل من هيبته ومن خوف الإنسان. لكن إذا جاء بغتة صار له وقع في النفس. ولذلك ترى الناس الذين علموا بوقت الكسوف تراهم يترقبونه، يتراءون القمر، يتراءون الشمس كما يتراءون الهلال. يعني: أن المسألة باردة عندهم، ليس بشيء. فكون الناس لا يعلمون إلا حين وقوعه لا شك أنه أعظم مخافة وأعظم هيبة. ولهذا إذا علمت به فلا تحرص على الإخبار به لا أهلك ولا غير أهلك.
أسأل الله تعالى أن يقينا وإياكم شر عقوباته، وأن يعيذنا وإياكم من سخطه وعقابه، إنه على كل شيء قدير.