معنى ((...المطففين )) وصفاتهم. حفظ
الشيخ : (( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ )) : لو سألنا سائل من المطففون ؟ هل نرجع إلى * القاموس المحيط *الذي يفسر الكلمات العربية أو إلى * لسان العرب * أو إلى غيرها من كتب اللغة العربية ؟ لا. لا نحتاج إلى أن نرجع، لأن الذي قال : (( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ )) هو الذي فسرها فقال : (( الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ )) هنا صفتان : الصفة الأولى : (( إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ )) يعني معناه : إذا طلبوا حقهم من الناس استوفوا، اشترى شخص من آخر عشرة أصواع فأراد أن يقبضها يستوفي بالكيل، وهذا لا لوم فيه، ليس فيه لوم على الإنسان أن يستوفي حقه، لكن اللوم أن يستوفي حقه كاملاً ولكنه لا يعطي الحق الذي عليه كاملاً، ولهذا قال : (( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ))، معنى كالوهم : أي كالوا لهم، كقول باعوهم أي : باعوا عليهم، إذا كالوهم يعنى إيه ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا. كالوهم ؟ أي كالوا لهم (( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ )) أي : وزنوا لهم (( يُخْسِرُونَ )) أي : ينقصون، هل هذا عدل أو جور؟ جور ولا عدل يا إخواني؟ الإنسان الذي يطلب حقه كاملاً ويعطي الحق الذي عليه ناقصاً ! هذا جور لا شك، هذا خلاف العدل، والله تعالى لا يحب الجائرين، يحب المقسطين العادلين
هذه الآية كما ترون وردت في شيء محسوس، كل يعرف العدل فيه والجور وهو الكيل - وعليكم السلام - وهو الكيل والوزن، لكن هل هي خاصة بالكيل والوزن أم في جميع الحقوق ؟ الجواب : في جميع الحقوق، وإنما ذكر الله الكيل والوزن لأنه معروف، كل يعرف، كل الباعة الذين يبيعون ويشترون يعرفون الكيل والوزن، لكنها عامة في كل الحقوق ، عامة في كل الحقوق، نعم.
ولننظر : رجل استأجر أجيراً، رجل استأجر أجيراً، - انتبه ! - فاستوفى منه تماماً، استوفى الحق منه تاما، لكنه لم يعطه الأجرة كاملة، لم يعطه الأجرة كاملة، هل يكون مثل الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ؟ الجواب : نعم. ولا فرق، ومن هذا من هذا الرجل يكون موظفاً، يكون موظفا، الرجل يكون موظفاً، من هذا الرجل يكون موظفاً، ويطلب الراتب كاملاً، لكنه لا يوفي الوظيفة حقها، يتأخر في المجيء، أو يتقدم في الخروج، أو يتلهى عن الشغل بما لا مصلحة للشغل فيه،- انتبه ! - التقصير الآن في الموظف من وجوه ثلاثة : إما أن يتأخر في المجيء، وإما أن يتقدم في الخروج، وإما أن يتلهى في حال الدوام بما لا مصلحة للعمل فيه، يعني : هو يأتي مبكر، من أول الناس ويخرج من آخر الناس لكن يتلهى عن العمل بما لا مصلحة للعمل فيه ويطلب الراتب كاملاً، هل يدخل في الآية ؟ نعم، لأنه يطلب حقه كاملاً ولكنه ولكنه لا يعطي الحق الذي عليه كاملاً، ومن هذا التعامل بين الزوجين، رسم الله تبارك وتعالى له خطة عادلة من أحسن، بل هي أحسن الخطط قال : (( وَعَاشِرُوهُنَّ )) بإيش ؟ (( بِالْمَعْرُوفِ )) عاشروهن، المعاشرة مفاعلة من الطرفين، عاشروهن : يعني ليعاشر كل واحد منكم الآخر بالمعروف، وقال تعالى : (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ))، المعاشرة بين الزوجين : بعض الرجال يريد من الزوجة أن تعطيه حقه كاملاً، وهو قد بخسها حقها، إن طلبت النفقة ماطل بها أو منعها، وإن طلبت الذهاب إلى أهلها أو إلى أقاربها أو إلى صاحباتها بالمعروف قال : لا، وهو يريد منها إيش ؟ أن تعطيه حقه كاملاً، هذا نقول : إنك داخل في الآية : (( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ )) الحقوق بين الأصحاب الحقوق بين الأصحاب، أيضاً يدخل فيها التطفيف، بعض الناس يريد من صاحبه أن يكون له مثل العسل، لكنه يعامل صاحبه بما هو مر كالحنظل، هل هذا تطفيف أو عدل ؟ أجيبوا يا جماعة تطفيف، إذا كنت تريد أن يعاملك صاحبك بالمعاملة الطيبة فعامله أيضاً بالمعاملة الطيبة، لأن له حقاً عليك ولك حق عليه، أما أن تريد أن يعاملك المعاملة الطيبة وأنت لا تعامله كذلك فإن هذا من التطفيف .