" فإن هؤلاء الجهمية، ومن وافقهم من أهل الكلام على التعطيل : جحدوا ما وصف الله به نفسه، ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات كماله، ونعوت جلاله، وبنوا هذا التعطيل على أصل فاسد، أصلوه من عند أنفسهم، ولم يفهموا من صفات الله إلا ما فهموه من خصائص صفات المخلوقين، فشبهوا الله في ابتداء آرائهم الفاسدة بخلقه، ثم عطلوه من صفات كماله، وشبهوه بالناقصات والجمادات والمعدومات، فشبهوا أولا، وعطلوا ثانيا، وشبهوا ثالثا بكل ناقص أو معدوم، فتركوا ما دل عليه صريح الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة ، من إثبات ما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، على ما يليق بجلاله وعظمته ، إثباتا بلا تمثيل، وتنزيها بلا تعطيل، كما قال تعالى (( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير )) " حفظ