امرأة لديها طفلة، وهذه الطفلة تبلغ من العمر شهرين وضعتها في ظل الجدار وذهبت تؤدي عملها في المنزل، فانشغلت عنها، فلما رجعت وجدت الشمس قد أتت عليها وذهب عنها الظل، ثم بعد ذلك مرضت هذه الطفلة، وذُهِب بها إلى المستشفى، ثم بعد أسابيع توفيت هذه الطفلة، هل يلحق هذه المرأة كفارة أو شيء.؟ وهل تعتبر متسببةً في وفاة طفلتها.؟ حفظ
السائل : سائلة تقول : فضيلة الشيخ امرأة لديها طفلة، وهذه الطفلة تبلغ من العمر شهرين وضعتها في ظل الجدار وذهبت تؤدي عملها في المنزل، فانشغلت عنها، فلما رجعت وجدت الشمس قد أتت عليها وذهب عنها الظل، ثم بعد ذلك مرضت هذه الطفلة، وذُهِب بها إلى المستشفى، ثم بعد أيام أو أسابيع توفيت هذه الطفلة، هل يلحق هذه المرأة كفارة أو شيء ؟ وهل تعتبر متسببةً في وفاة طفلتها ؟
الشيخ : نعم. أولاً يجب أن نعلم أنه لا بد أن نتيقن أنها ماتت بسبب أمها، وهذا لا يمكن أن نعلمه، لأنها قد تمرض بدون أن الشمس وصلت إليها، وحينئذٍ لا يلزم الأم شيء، ونظير ذلك أن بعض الناس أو بعض النساء تُنوم بنتها أو طفلها إلى جنبها فإذا أصبحت وجدته ميتاً، فتقول : أخشى أنني انقلبت عليه وأنا نائمة ولا دريت فهل يلزمها ذلك يعني هل يلزمها شيء على هذا ؟ لا، لأنها قد تكون ماتت بدون سبب، فلا يلزمها شيء، إذاً هذه الطفلة التي وضعتها تحت الجدار، ثم جاءتها الشمس هل هي تتيقن أنها ماتت بسبب الشمس ؟ إن قدر أنها تيقنت ذلك فننظر : هل هي ذهبت عن البنت والشمس قريبة منها أو لا ؟ إن كانت الشمس بعيدة ولا كان يخطر ببالها أن تأتي الشمس إليها حتى تهلكها، فليس عليها شيء، وإن كانت قريبة فقد تسببت لوفاتها فعليها أن تكفر كفارة قتل النفس الخطأ، وعلى عاقلتها دية لمن يرث هذه الطفلة، لكن الدية الغالب أن الناس يتسامحون فيها ويبقى الكفارة، الكفارة لا بد أن نتيقن أن الطفلة ماتت بسبب وصول الشمس إليها وإلا فلا شيء عليها نعم .