الكلام عن الفتن التي وقعت بين الصحابة والخوارج. حفظ
الشيخ : ختاما : أشرنا قبل قليل إلى مسألة الخوارج وعلي بن أبي طالب. فما هي الكلمة التي قالها الخارجي ؟ وماهي الكلمة التي رد بها عليه علي رضي الله عنه ؟ من يعرف ؟ نعم تفضل القيام يسمعوا الناس .
الطالب : ... .
الشيخ : ورجال اليوم أنت وأمثالك بارك الله فيك هذه هي أحسنت، في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حصلت فتن منذ قتل عثمان حصلت فتن عظيمة وبين الصحابة أنفسهم، لكن هذه الفتن التي حصلت زاد الناس فيها ونقصوا، زاد الناس فيها ونقصوا، وكذبوا أيضاً ووضعوا، فكثير من التاريخ في هذه المسألة بالذات - أي : في ما وقع بين الصحابة - في صفين والجمل وغيرها كثير منها كذب، وكثير منها ضعيف، والصحيح فيها كما قال شيخ الإسلام في * العقيدة الواسطية * : الصحيح منها هم فيه معذورون متأولون، من أخطأ منهم فله إيش ؟ أجر، ومن أصاب فله أجران، ولا يحل لنا أن نميل مع واحد منهم أبداً، وإن كنا نعتقد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الخليفة الرابع، وأن خلافته لم تنته إلا بموته، وأنه أقرب إلى الحق من غيره، هذا لا شك عندنا فيه، لكن كوننا نبغض هذا ونحب هذا غلط، ولذلك قال العلماء : يجب علينا - وهو مذهب أهل السنة والجماعة - " يجب علينا أن نمسك عما جرى بين الصحابة "، وعبر بعضهم بقوله :" ونسكت عن حرب الصحابة فالذي جرى بينهم كان اجتهاداً مجرداً "، نسكت، ما نتكلم فيه، ولا ننشره بين الناس، لأنك إذا نشرت هذا بين الناس فلا بد أن ينقدح في قلب أحدهم الميل إلى هذا أو إلى هذا فيهلك، فالأولى أن ندع الحديث عما جرى بين الصحابة، ولهذا لما سئل عمر بن عبد العزيز رحمه الله الذي اعتبره بعض العلماء الخليفة الخامس لما سُئل عما وقع بين علي و معاوية قال كلمةً هي حقيقة أن تكتب أو هي جديرة أن تكتب بماء الذهب، قال للذي سأله : قال : " هذه دماء طهر الله أسيافنا منها، فيجب أن نطهر ألسنتنا منها " شوف هالكلام يعني : تلك أمة قد خلت، ولا ينبغي لنا أن نقرأ ما جرى بينهم، لأن هذا لا بد أن يوقع في قلب الإنسان الميل مع أحدهم، وما ذهب إليه أهل السنة والجماعة هو الحق، وهو الخير، أن نمسك عما جرى بينهم كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في * العقيدة الواسطية * وغيره من العلماء، وأن نقول : هؤلاء أمة قد خلت لها ما كسبت ولنا ما كسبنا، ولا نسأل عما كانوا يعملون .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى، ونسأل الله تعالى أن نكون ممن قال الله فيهم : (( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ )) .
السائل : جزى الله والدنا وشيخنا خير الجزاء، ونفعنا بعلمه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .