الشيخ : فيا أخي المسلم احرص على الطهارة، ولكن لا يغلبك الوسواس وتشك في كل وهم يطرأ عليك، فإن بعض الناس يتوهم أنه أحدث إما بريح وإما بخروج شيء من ذكره، ثم يتذبذب هل يتوضأ أو لا يتوضأ، ثم بعض الناس يقول : ليش أتذبذب ؟ يحدث حالاً وينتهي الموضوع، وهل هذا حل ؟ نعم. مو حل، لأنه لو تطهر ثانيةً سوف يعود عليه الوهم، يروح بعدين يحدث ثاني يبقى الذي في بطنه ومشكلة هذه، على كل حال : لا تنخدع بالوسواس، فإن نبيك عليه الصلاة والسلام وجزاه الله عنا خيراً أعطانا راحة نستفيد منها، معنى الحديث قال : ( إذا أحس أحدكم بشيء في بطنه فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ) الحمد لله، أنت معذور، ما دمت لم تتيقن فلا يهمنك الوهم، حتى لو كان عندك 99% أنك أحدثت وواحد لم تحدث ماذا تفعل ؟ خذ بالواحد أنك لم تحدث، لو قال قائل شوف عندنا الآن احتياطين، لو قال قائل ما ذكرته لكم قبل قليل : إنه سيحدث عشان يجزم بأنه أحدث ويتوضأ، وآخر قال : لا أحدث لكن أتوضأ احتياطاً، والثالث قال : أنا لا أتوضأ ولا أحدث، فأيهم أحق بالصواب ؟ الثالث أحق بالصواب، الحمد لله، نعمة، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لو كان يعلم أن في كونه يحدث على اليقين خيراً لأرشد إليه، ولو كان يعلم أن غلبة الظن معمول بها هنا لأرشد إليها، لكنه عليه الصلاة والسلام لم يرشد إلا إلى الشيء إيش ؟ المتيقن الذي يدركه الإنسان بحسه، يسمع صوتاً أو يجد ريحاً، فإياك أن تتوهم، طيب لو قال قائل : أحس بحركة ذكره، أحس بحركة ذكره، فهل يلزمه أن يستبرئ ؟ ويخلع سرواله ويقول : أبي أشوف ؟ لا لا يلزمه، لا يفعل، لأنه في العادة أن الإنسان إذا عصر ذكره سوف يخرج منه شيء، فليجتنب هذا، ولا يهتم به، وعليه بالصراط المستقيم، صراط من ؟ صراط النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً )، ولم يرشد أيضاً إلى الاستبراء، ما قال يعني : فكر، دور، ولكنه قال : ( لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ).
أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياكم لاتباع سبيله، وأن يهدينا صراطه المستقيم إنه على كل شيء قدير، ولنأخذ الآن جزءاً يسيراً من الأسئلة، لأنه طال بنا الحديث، وما كنت أظنه أن يطول هذا الطول، لكن الأسئلة الآن بأيدينا، إذا شئنا زدنا خمس دقائق أو عشر أو ما تيسر .