الكلام عن أحكام زيارة المدينة. حفظ
الشيخ : هنا مسألة خارجة عن النسك : هل يلزم الإنسان إذا حج أن يذهب إلى المدينة أو لا يلزم ؟ لا يلزم، ولا علاقة لزيارة المدينة بالحج إطلاقاً، هذا شيء وهذا شيء، زيارة المدينة في أي وقت، وليعلم أنك إذا زرت المدينة فإنما تقصد المسجد النبوي لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى ) لكن من المعلوم أن الإنسان إذا ذهب وصلى في المسجد النبوي ما شاء الله، أنه سوف يزور النبي عليه الصلاة والسلام، فيسلم عليه، ويجعل وجهه إلى القبر الشريف وظهره إلى ؟ أجيبوا يا جماعة، إلى القبلة، ويسلم على النبي عليه الصلاة والسلام، فإن قال قائل : ما هو أفضل سلام على الرسول ؟ قلنا : أفضل سلام على الرسول ما علمناه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث علمنا أن نقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. هذا أفضل سلام، ولا حاجة أن نطول ونسجع : السلام عليك يا من بالمؤمنين رءوف رحيم، السلام عليك يا خيرة خلق الله، وما أشبه ذلك، ما في داعي، كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا سلم يقول : ( السلام عليك يا رسول الله ) بس. وابن عمر من هو ؟ صحابي من أجل الصحابة، لكن لا بأس أن تسلم بما علم الرسول صلى الله عليه وسلم أمته : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد - إذا زدت هذا طيب - اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.، ثم بعد ذلك تخطو عن اليمين خطوةً واحدة لتسلم على من ؟ على من ؟ على أبي بكر رضي الله عنه، تقول : السلام عليك يا خليفة رسول الله ! رضي الله عنك، وجزاك عن أمة محمد خيراً، وتقول كذلك بالنسبة لـعمر رضي الله عنه، وتنتهي، وإذا شئت أن تخرج إلى مسجد قباء بعد أن تتطهر في بيتك وتصلي فيه ركعتين في غير وقت النهي فهذا طيب، لأن من تطهر في بيته وخرج وصلى في قباء ركعتين كان كعمرة، وتسلم أيضاً على أهل البقيع وفيهم من ؟ عثمان رضي الله عنه الخليفة الثالث للمسلمين، تسلم عليهم بما كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسلم : السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم.، كم زرنا من القبور الآن ؟ قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر صاحبيه، والبقيع، كذلك تخرج إلى أحد لتسلم على الشهداء هناك، وأجلهم حمزة بن عبد المطلب، تسلم عليهم بما يسلم به الرسول عليه الصلاة والسلام على أهل القبور، ولا يجوز أبداً أن يعتقد الإنسان أن الرسول عليه الصلاة والسلام ينفعه أو يضره، أو ينجيه من الشدة أبداً، لأن ذلك لمن ؟ لله عز وجل وحده، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يوصي ابن عباس : ( اعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) وأمر الله نبيه أن يقول علناً : (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً )) ما أملكه، لا أقدر أضركم ولا أقدر أرشدكم، وأمره أن يقول : (( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ))، وقال الله له : (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ )) فأعطيكم منها (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ )) حتى إن أصحابه رضي الله عنهم يغيبون عنه قريباً ولا يدري، قال أبو هريرة : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بعض طرق المدينة، وكان رضي الله عنه على جنابة، فانخنس يعني : ذهب بخفية، واغتسل ثم جاء، فقال : أين كنت ؟ الذي يقول : أين كنت يدري ولا ما يدري ؟ ما يدري، أين كنت ؟ قال : كنت جنباً فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: سبحان الله إن المؤمن لا ينجس )، يدخل بيته أحياناً ولا يدري ما الذي فيه، جاء يوم ودخل البيت وطلب طعاماً، وأتوا له بطعام أو تعذروا منه - نسيت أنا - فقال لهم : ( ألم أر البرمة على النار؟ ) - وهو ما يدري إيش اللي فيه - قالوا : بلى، لكن هذا لحم تصدق به على بريرة .بريرة ماهي ؟ أمة اشترتها عائشة وأعتقتها، وبقيت عند عائشة تخدم قالوا : هذا لحم تصدق بها على بريرة، هل كان يدري ؟ ما كان يدري، يرى البرمة على النار لكن ما يدري ما الذي فيها .