سائلة تقول: فضيلة الشيخ.. كنت أختلط بمريض فخشيت أن ينتقل إليَّ مرضه فنذرت إن عافاني الله من هذا المرض أن أقرأ سورة البقرة في كل يوم، والآن أجد صعوبةً في ذلك أحياناً.؟ حفظ
السائل : سائلة تقول : فضيلة الشيخ كنت أختلط بمريض فخشيت أن ينتقل إليَّ مرضه فنذرت إن عافاني الله من هذا المرض أن أقرأ سورة البقرة في كل يوم .
الشيخ : إيش تقرأ ؟
السائل : أن أقرأ سورة البقرة في كل يوم، والآن أجد صعوبةً في ذلك أحياناً .
الشيخ : نعم، أقول : إذا وجدت صعوبة فمن الذي أوجب عليها النذر ؟ ماذا تقولون ؟ هي التي أوجبت على نفسها النذر، ولهذا لو أن الناس عقلوا، أو بالأصح لو أن الناس فقهوا ما نذروا أبداً، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن النذر وقال : ( إنه لا يأتي بخير ) اسمع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يأتي بخير ) طيب والذي لا يأتي بخير هل نفعله ؟ لا، ولهذا مال شيخ الإسلام ابن تيمية إلى تحريم النذر سواء كان في مقابل نعمة أو مقابل ارتفاع نقمة فإنه منهي عنه، ومكروه كراهة شديدة فنقول لهذه المرأة : أنت الذي أوجبت على نفسك أن تقرئي البقرة كل يوم، وقراءة البقرة كل يوم ليس بصعب، يمكن أن تقرئي نصف جزء في أول النهار، ونصف جزء عند صلاة الظهر، ونصف جزء عند صلاة العصر، كم هذا ؟ جزء ونصف، وتكمل بعد العصر أو في الضحى فهو سهل، يعني البقرة جزءان ونصف تقريباً، يمكن أن يقرأهم القارئ في خلال ساعة إلا ربع، وهو سهل، ويجب عليها أن تفي بنذرها، فإن لم تفعل فأخشى أن تكون مثل من قال الله فيهم : (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ )) وما الجزاء؟ أجب يا رجل ؟ (( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ )) فنقول للأخت السائلة : استعيني بالله، واقرئي البقرة كل يوم كما ألزمت نفسك بذلك نعم .