الحث على العلم ببيان فضله. حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فإنه يسرنا ولله الحمد إقبال الناس على العلم تحصيلاً وتأصيلاً وتفريعاً، ليس هنا في عنيزة ولكن حتى في غيرها، فقد رأينا إقبال الناس العظيم على تلقي العلم في المسجد الحرام وفي كل مكان، وهذا يبشر بخير، فنسأل الله تعالى أن يزيدنا وإياكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً .
في هذه الليلة اقترح علينا بعض الناس أن يكون هذا اللقاء في ما يتعلق في البيع والشراء والإجارة والاستئجار والوقف وغيرها، حسب ما يسمح به الوقت من المعاملات، وهذا اقتراح جيد، وذلك لأن العلم الشرعي منه ما هو فرض عين ومنه ما هو فرض كفاية، فلا يخرج العلم عن أحد الفرضين : إما فرض عين، وإما فرض كفاية، فرض العين على كل من يحتاج إلى معرفة ما يريد أن يفعله من العبادات، فمثلاً : إذا كنت تريد أن تصلي فلا بد أن تعلم ماذا تقول في صلاتك، وماذا تفعل في صلاتك، وكيف صلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى تعبد الله على بصيرة، إذا أردت أن تزكي وعندك مال فلا بد أن تعرف ما هي الأموال الزكوية وما مقدار زكاتها وإلى أين تصرف ؟ لا بد من هذا، لئلا تترك الزكاة وأنت لا تعلم، أو تترك زكاة ما قد بلغ النصاب، أو تصرف الزكاة في غير محلها، كذلك الحج، إذا أردت أن تحج وتعتمر لا بد أن تفهم كيف العمرة وكيف الحج حتى تعبد الله على بصيرة .
أما ما لا يحتاج الإنسان إليه كرجل فقير هل يحتاج الفقير أن يتعلم أحكام الزكاة ؟ نعم ؟ لا يحتاج، لماذا ؟ لأنه ليس عنده مال، ولهذا قد نقول لزيد من الناس : يجب أن تتعلم أحكام الزكاة ولعمرو لا يجب، لأن زيداً أجيبوا ؟ عنده مال، وعمراً ليس عنده مال، لكن تعلم الشريعة عموماً فرض كفاية، ولذلك نهنئ طلبة العلم الذين يدرسون علم الشريعة بأنهم قائمون بفرض من فروض الله، ولا شك أن للفرض أجره العظيم قال الله تبارك وتعالى : (ما تقرب إلي ) في الحديث القدسي، قال الله تعالى في الحديث القدسي : ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) ولذلك لو سألك سائل : ركعتا الفجر يعني : ركعتا صلاة الفجر أو ركعتان تتهجدهما في الليل أيهما أفضل ؟ أيهما أفضل ؟ الأول لأنه فرض والثاني نفل، لكن الله قال : ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) .
أحكام البيع والشراء هل تلزم كل أحد ؟ نعم ؟ قد نقول : لا، وقد نقول : بلى، أليس كل واحد منا يشتري خبزاً، ويشتري إداماً، ويشتري ثوباً، ويشتري سيارة ممن أغناه الله ؟ إذاً لا بد أن نعرف، الآن كل إنسان منا ممكن يذهب إلى البقال ويشتري أغراضاً للبيت، لا بد أن يعرف، لو أن البقال كتب على اللوحة : كل خبزة بريال، مثلاً، هل يصح هذا البيع لو أخذت خبزة ووضعت ريالاً ؟ ولا ما يصح ؟ البقال كتب كل خبزة بريال، فأتيت أنت ووضعت الريال وأخذت الخبزة يجوز ولا ما يجوز ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ الواقع في حياتكم الآن، تفعلون هذا ولا ما تفعلون ؟ طيب، ألم تعلموا أن بعض العلماء يقول : هذا حرام، يقول : هذا حرام، لأن ما فيه صيغة، ما فيه بعت ولا اشتريت، لكن القول الصحيح أنه حلال، إذاً لا بد أن نعرف .