توجيهات عامة للأسرة في بداية العام الدراسي. حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
ثم إني أشكر الله سبحانه وتعالى أن يسر العودة إلى هذا اللقاء المبارك بعد الإجازة، وهو اللقاء الذي يتم كل شهر في الجامع الكبير في عنيزة في مساء أول سبت، ها ؟ نعم، في مساء ثالث سبت من الشهر، وهذه الليلة ليلة الأحد الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى عام تسعة عشر وأربعمائة وألف .
وأنبه إخواني أنه سيوزع إن شاء الله بعد نهاية اللقاء كتيب، كتيب صغير فيه الأصول الثلاثة وأدلتها، والدروس المهمة لعامة الأمة، وصفة الحج والعمرة، وأذكار اليوم والليلة بعد انتهاء اللقاء إن شاء الله تعالى .
أقول : إنه كان من المقرر أن نستمر في الكلام على المعاملات، لكن نظراً لاستقبال العام الدراسي الجديد لعل من الأحسن أن نتكلم حول هذا الموضوع، فأقول : إن الله سبحانه وتعالى جعل أهلينا أمانةً عندنا، وأوجب علينا رعايتهم، وقال عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )) وقال نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ) ومن السائل له ؟ السائل له هو الله عز وجل، وذلك يوم القيامة حين ما يجد مفراً من السؤال، وإن الواجب على الرجل في أهله من زوجات وبنين وبنات وغيرهم أن يتفقد أحوالهم، لأنهم مهما كانوا معرضون للخطر والإهمال والغفلة، ولأنه إذا صار يراقبهم ويتابع أحوالهم حصلت بينه وبينهم الإلفة والتقارب، وأكثر الناس اليوم وأستغفر الله إن قلت أكثر مهملون لأولادهم من البنين والبنات، لا يسأل الابن : أين ذهب ؟ ولا من صاحبه ولا من صديقه ؟ ولا ماذا عمل في واجباته الدراسية ؟ وهذا خطأ، وعلى الطالب أن يجتهد في ابتداء الدراسة من أول العام، لأنه إذا ترك الاجتهاد في أول العام تراكمت عليه المعلومات وعجز عن هضمها في المستقبل، لكن إذا كان يأخذ كل درس في حينه، ويراجعه، ويتمهل فيه، سهل عليه في آخر العام أن يراجعه، لأن الدرس قد رسخ في ذهنه فتسهل عليه المراجعة وتكون النتيجة طيبة، أما إذا أهمل وتمنى على الله الأماني وقال : الوقت أمامي طويل ونحن في أول السنة، فإنه سيضيع عليه الوقت، وسيعجز في آخر الأمر عن هضم العلوم .
وليعلم أنه ليس المقصود من التعلم أن يحمل الإنسان بطاقة شهادة، المقصود من التعلم : هو إدراك العلم، أما هذه البطاقة فهي وإن كانت ميزاناً ظاهراً في عصرنا لكنها لا تفيد الإنسان شيئاً، هذه واحدة خلاصتها : أني أحث الشباب المتعلمين على أن يتداركوا أمرهم من أول السنة، وأحث أولياء أمورهم على مراقبتهم والنظر في أحوالهم ومن أصدقاؤهم ؟ وإلى أين يذهبون ؟ ومتى يرجعون ؟