مراقبة الوالد لابنته عند الذهاب إلى المدرسة. حفظ
الشيخ : وإن من المهم أيضاً ولاسيما بالنسبة للبنات أن يراقب الإنسان كيف تذهب ابنته إلى المدرسة، فإن بعض البنات تجدها تطلب من أمها أحسن الثياب وأجملها، وكلما ظهرت موضة قالت لأمها : اشتريها لي، حتى تماري بذلك زميلاتها وهذا خطأ، خطأ عظيم، وكنت أظن أن نظام الرئاسة توحيد اللباس، وإذا كان هذا نظامها فالواجب الأخذ به ولا يجوز أن يتعداه الإنسان، لأن ولاة الأمور إذا أمروا بأمر ليس فيه معصية لله ورسوله فالواجب على الأمة اتباعه لقول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )).
ومن المهم أن ينظر من الذي يذهب بابنته أو أخته إلى المدرسة، فإنه لا بد في ركوب المرأة مع السائق أن يكون معهما إما امرأة وإما محرم، فلا يجوز للسائق أن يخلو بالمرأة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما )، وما ظنك باثنين الشيطان ثالثهما ؟ بعض الناس يتهاون في هذا الأمر، يتهاون في هذا الأمر تهاوناً كبيراً، حتى إني سمعت أن بعضهم يركب ابنته الشابة مع السائق الذي ليس بمحرم لها، ثم إذا قارب باب المدرسة نزلت وذهبت وكأنها لم تأت وحدها مع السائق : (( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ )) يخافون الناس ولا يخافون الله ! وخطر هذا عظيم لا تستهون به، لا تقل : نحن في أمان، لا تقل : هذا الرجل الذي ليس من محارمها رجل مأمون، فاثنان ثالثهما الشيطان ليس بينهما أمان، لذلك أرى : أنه إذا كان هناك من يحمل البنات أو المدرسات لا يركب معه امرأة وحدها أبداً لأن هذا خلوة محرمة، ولكن تركب اثنتان لا بأس، فإذا قال : كل امرأة في بيتها كيف تركب امرأتان ؟ نقول : الحمد لله إذا كانت المرأتان متقاربتين في البيوت تأت إحداهما إلى الأخرى وتركبان مع السائق اثنتين، هذا إذا لم يكن مع السائق أحد من النساء من محارمه، فإن كان معه أحد من النساء من محارمه فهذا كاف.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العام عام خير ورشد، وهدى وصلاح للآباء والأمهات، والأبناء والبنات، إنه على كل شيء قدير .
ونأتي الآن إلى دور الأسئلة ونرجوا الله أن يوفق فيها للصواب .
بعد انتهاء اللقاء إن شاء الله نوزع هذا الكتيب المفيد، وهو كتيب صغير يجعله الإنسان في جيبه وينتفع به .