تفسير قوله تعالى:(( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً .....)). حفظ
الشيخ : (( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً )) يخلف بعضه بعضاً. يأتي الليل فيذهب النهار. ويأتي النهار فيذهب الليل. بقدرة من؟ بقدرة الله جل وعلا. وقد بيَّن الله لنا ذلك في قوله : (( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ))؟ الجواب : لا إله إلا الله. لا أحد يقدر على هذا إلا الله. لو اجتمعت الأمم كلها بأجناسها وأنواعها وقواتها ما استطاعوا أن يمنعوا الشمس لحظة واحدة. ولا أن يعجِّلوها لحظة واحدة (( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أفلا تسمعون )). (( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ )). من؟ الله عز وجل. (( أَفَلا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )). الحمد لله. إذن جعل الله الليل والنهار خلفة. ما معنى خلفة؟ يعني: يخلف بعضهما بعضاً، يأتي هذا ويذهب هذا، ويأتي هذا ويذهب هذا. ثم هناك آية أخرى : (( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ )) تارة يزيد النهار وينقص الليل. وتارة ينقص الليل ويزيد النهار. وتارة يتساويان من الذي يسير الشمس حتى يطول الليل أو النهار؟ الله عز وجل. (( خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً )) (( لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ )) يعني : من الناس الذين لا يشكرون الله. لكن لو تأملوا لتذكروا. لو تأملوا بهذه القدرة العظيمة الإلهية أن الله تعالى يجعل الليل والنهار خلفة لتذكروا. (( أَوْ أَرَادَ شُكُوراً )) أي: أراد عبادة. ولهذا لنا عبادات مقرونة باختلاف الليل والنهار. الفجر متى؟ بطلوع الفجر. الظهر بزوال الشمس. المغرب بغروب الشمس. العشاء بغروب الشفق. العصر إذا صار ظل كل شيء مثله. فالله تعالى جعل هذا الاختلاف لمن أراد أن يتذكر ، لأن الإنسان بمجرد ما يتأمل وإن لم يكن مؤمناً لكن بعقله لابد أن يعرف أن اختلاف الليل والنهار بحكمة من مدبر حكيم عز وجل.