قوله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) والحديث الثاني: (كان إذا خلا بمحارم الله انتهكها) يريحني الأول ويؤرقني الآخر، فأرجو منك التوضيح يا فضيلة الشيخ في الربط بينهما نفع الله بك.؟ حفظ
السائل : سائل يقول : يا فضيلة الشيخ عندي لبس وأريد أن تزيله عني جزاك الله خيراً
الشيخ : اللهم يسر
السائل : في حديثين : قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. الحديث الثاني : ( إذا خلا بمحارم الله انتهكها ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. يريحني الأول ويؤرقني الآخر. فأرجو منك التوضيح يا فضيلة الشيخ بالربط بينهما نفع الله بك.
الشيخ : نعم ، الربط بينهما : أن من الناس من يتبجح بفعل المعصية. فيفعل المعصية سراً لا يطلع عليه أحد ثم ينشرها في الناس إذا أصبح : فعلت كذا، فعلت كذا. هذا لا شك أنه ليس في عافية. أولاً : لأنه هتك ستر الله عليه. وثانياً: أنه تبجح بمعصية الله. وثالثاً : أن هذا وسيلة إلى أن يقتدي به غيره. وما أكثر هذا في الذين يسافرون أيام الإجازة إلى بلاد خليعة ثم يرجع ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا في الفندق الفلاني ، ومع العاهرة الفلانية، وما أشبه ذلك! هؤلاء ليسوا في عافية ولا شك.
أما الإنسان الذي يترك المعصية أمام الناس ولكن يفعلها إذا خلا. ولم يمنعه من هذا إلا الحياء. وهو مع فعلها في الخفاء خائف من الله عز وجل ، ويخشى أن الله سبحانه وتعالى يعاقبه ولو بقسوة القلب. فهذا لا يذم. المشكل : الذي يرائي الناس بفعل الطاعات. وكذلك أيضا المشكل أنه لا يخاف الله بالغيب. وأما رجل يخاف الله لكن في العلانية يخجل من الناس وفي السر تغلبه نفسه. ومع ذلك هو خائف من ربه ، فهذا لا لوم عليه. لكن يجب عليه أن يحاول ترك المعصية بقدر استطاعته.