سافرنا إلى العمرة ثم جمعنا بعد صلاة الجمعة في المسجد الحرام، فهل هذا يجوز.؟ حفظ
السائل : يقول فضيلة الشيخ : سافرنا إلى العمرة ثم جمعنا بعد صلاة الجمعة في المسجد الحرام. فهل هذا يجوز؟
الشيخ : لا يجوز. لا يجوز أن تجمع العصر إلى صلاة الجمعة ، لقول الله تبارك وتعالى : (( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً )) يعني: محدد بوقت. وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز أن يجمع بين صلاتين إلا إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعله. ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه جمع العصر إلى الجمعة أبداً. إنما كان يجمع العصر إيش؟ إلى الظهر، لأنها مثلها. أما الجمعة فتختلف عن الظهر اختلافاً عظيماً.
فإن قال قائل : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصادف أن صلى الجمعة في السفر. بل كان يصلي الظهر والعصر على أنها ظهر والعصر على أنها عصر ويجمع بعضهما إلى بعض. ولم تأت الجمعة عليه وهو في السفر فيصليها جمعة.
نقول : نعم هذا صحيح ، فإن الجمعة لا تشرع في السفر. لكن مرت عليه الجمعة في المدينة في المطر ولم يجمع العصر إليها. مع أنه كان يجمع العصر إلى الظهر في المطر. لكن في الجمعة ما جمع. في أي قصة؟ استمع.كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فدخل رجل قال : ( يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل - ما في مطر ما في مرعى- فادع الله يغيثنا. فرفع يديه وقال : اللهم أغثنا ثلاث مرات - والناس رافعو أيديهم معه - أمطرت السماء. ما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم من المنبر إلا والمطر يتحادر من لحيته ). اللهم صلِّ وسلم عليه. آية من آيات الله. بقي المطر أسبوعاً كاملاً لا يرون الشمس. والسماء تمطر وسالت الأودية. حتى إن الوادي الذي يسمى قناة - وهو معروف إلى الآن بهذا الاسم - صار يمشي شهراً كاملاً. الله أكبر! في الجمعة الثانية دخل الرجل أو غيره قال : ( يا رسول الله: تهدم البناء وغرق المال - منين؟ من كثرة الأمطار- فادع الله أن يمسكها عنا. فرفع يديه وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فأقلعت وخرج الناس يمشون في الشمس ). الآن هل وجد سبب الجمع أو لا؟ أسألكم يا جماعة. وجد. الجمعة الأولى المطر ولم يجمع العصر. والجمعة الثانية الوحل والوحل يجمع له ولم يجمع. فدل هذا على أن العصر لا يمكن أن تضاف إلى الجمعة جمعاً. وأقول لهذا الأخ السائل : عليكم الآن أن تعيدوا العصر أربعاً. أن تعيدوا العصر أربعاً أحوط. أحوط من جهة الأربع والثنتين، لا من جهة الإعادة. الإعادة لابد أن تعيدوها. أعيدوا العصر إما أربعاً وإما ركعتين. إن اقتصرتم على ركعتين فلا بأس، لأن صلاة المسافر ركعتان. وإن جعلتموها أربعاً لأنكم في حضر الآن فاجعلوها أربعاً. نعم.