صفة الحج. حفظ
الشيخ : فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة، أحرم. أحرم منين؟ من الميقات؟ لا. تحرم من مكانك الذي أنت فيه. إن كنت في مكة فمن مكة، في منى فمن منى، في عرفة فمن عرفة ، في أي مكان، أحرم منه واغتسل والبس ثياب الإحرام وتطيب كما فعلت عند إحرام العمرة. وتقول : لبيك اللهم حجاً ما تقول عمرة، حجاً. وتبقى في منى محرماً تصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. كل صلاة تصلى في وقتها لكن قصر. القصر يعني أنك تصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين. أما المغرب فثلاث. وأما الفجر فركعتان. ثم إذا طلعت الشمس اليوم التاسع تذهب إلى عرفة ، تذهب إلى عرفة ، تنـزل بمكان يسمى : نمرة. كان الناس ينـزلونه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل فيه حتى زالت الشمس. لكنه الآن يصعب جداً أن تنزل فيه. والنـزول فيه سنة وليس بواجب. فإذا زالت الشمس يوم عرفة فصلِّ الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان وإقامتين. ويحسن أن تستمع إلى خطبة الإمام في مسجد نمرة. وهل هذا سهل في الوقت الحاضر؟ سهل! اجعل عندك راديو في الخيمة وافتحه على الإذاعة السعودية تسمع ، لأن الخطبة في يوم عرفة سنة. وإذا انتهى الخطيب فأذن وصلِّ الظهر ركعتين والعصر ركعتين. وتبقى الآن متفرغاً للذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك. ربما يقول قائل : إذا بقيت من هذا الوقت إلى الغروب أدعو الله وأذكر الله وأقرأ القرآن ربما أتعب. فنقول : هذا حقيقة. لكن إذا وجدت من نفسك تعباً استرح استرح لأكل أو شرب أو نوم أو ما أشبه ذلك. ولكن احرص على أن يكون آخر النهار -نهار يوم عرفة - محلا أو وقتاً للتفرغ لعبادة الله ، للذكر والتسبيح وقراءة القرآن. ولقد جربت شيئاً نافعاً لا يحصل فيه ملل ولا كسل. وهو أن تقرأ القرآن بتدبر فتسأل عند آية الرحمة ، وتتعوذ عند آية الوعيد ، وتسبِّح عند آية التسبيح. والقرآن فيه وعد ووعيد وتسبيح. هنا لا تمل ، لأنك سوف تقرأ القرآن وتمشي لا تمل ولا تتعب. فإذا غربت الشمس اتجه إلى مزدلفة - المشعر الحرام - وتبيت بها. ولكنك تصلي من حين أن تصل إلى مزدلفة المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين مجموعة ، إلا أنك إذا تأخر بك السير وخشيت أن ينتصف الليل قبل أن تصل إلى مزدلفة وجب عليك أن تصلي ولا تؤخر إلى ما بعد نصف الليل. وتبيت في مزدلفة. ثم تصلي الفجر إذا طلع الفجر. وتذكر الله تعالى قليلاً حتى تسفر جدا. ثم تنـزل إلى منى. وأول ما تفعل رمي جمرة العقبة إن تيسر بسبع حصيات تكبر مع كل حصاة : الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ، سبع حصيات ، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وعلى آله سلم. ومن أين تلقط الحصى؟ السنة أن لا تلقطها من مزدلفة. القطها من منى، ولو عند الجمرة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند الجمرة وأمر ابن عباس أن يلقط له الحصى سبع حصيات. فالتقطها من هناك. وأما ما ورد عن بعض السلف أنها تلقط من مزدلفة ، فإنما قالوا ذلك ليكون الإنسان مستعداً للرمي من حين أن يصل إيش؟ إلى منى ، لأنه ليس كل أحد يتيسر له أن ينـزل في منى ويلقط الحصى أو أن يأمر من يلقط له الحصى. فقالوا: خذ الحصى معك علشان تذهب وترمي من حين ما تصل. حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم يا إخواننا: رمى جمرة العقبة وهو على بعيره ما نـزل. وقد قال العلماء رحمهم الله : إن رمي جمرة العقبة تحية منى كالركعتين تحية المسجد. فإذا رميت الجمرة فانحر الهدي. وهذا هدي التمتع. ثم احلق رأسك كاملاً. ثم البس الثياب ، لأنك حللت من جميع محظورات الإحرام إلا النساء. وتطيب وتنـزل إلى مكة فتطوف أي طواف؟ طواف الإفاضة بثيابك وإلا بالإحرام؟ بثيابك ، لأنك حللت من لبس الإحرام تطوف سبعة أشواط بدون رمل. تمشي مشياً عادياً وتسعى بين الصفا والمروة على حسب ما سمعتم أولاً. ثم ترجع إلى منى وتبيت بها.