أنا شاب أخشى على نفسي الفتنة شديد التوقان إلى النكاح، ولي مصدر مالي لا بأس به ووالدي مقتدر، وقد أخبرت أهلي مرات ومرات في هذا الشأن، ولكن جوابهم دائماً: الزواج مسئولية وأمانة، والذي جعلك تصبر إلى هذا الوقت يجعلك تصبر حتى تنهي دراستك الجامعية وتتوظف. فضيلة الشيخ: أرجو إبداء رأيك في شأني، وأرجو إسداء النصح لوالدي، وما تنصحني به؟ علماً بأني قادر على الزواج وأستطيع الإنفاق على نفسي وزوجتي والمسكن مهيأ، ولكن لم يبق إلا موافقة الوالد.؟ حفظ
السائل : يقول : أنا شاب أخشى على نفسي الفتنة شديد التوقان إلى النكاح. ولي مصدر مالي لا بأس به ووالدي مقتدر. وقد أخبرت أهلي مرات ومرات في هذا الشأن. ولكن جوابهم دائماً : الزواج مسئولية وأمانة. والذي جعلك تصبر إلى هذا الوقت يجعلك تصبر حتى تنهي دراستك الجامعية وتتوظف. فضيلة الشيخ : أرجو إبداء رأيك في شأني. وأرجو إسداء النصح لوالدي. وما تنصحني به؟ علماً بأني قادر على الزواج وأستطيع الإنفاق على نفسي وزوجتي والمسكن مهيأ. ولكن لم يبق إلا موافقة الوالد؟
الشيخ : أقول : توكل على الله. ومن الليلة ابحث عن زوجة. ولا تطع والدك. هنا أمران : أمر والدك بالانتظار وأمر نبيك بالحث على النكاح. فأيهما تقدم؟ أجيبوا يا جماعة. أمر النبي عليه الصلاة والسلام. قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( يا معشر الشباب : من استطاع منكم الباءة فليتزوج ). من استطاع فليتزوج. وهذا الرجل حسب سؤاله مستطيع. المال عنده والبيت عنده وكل شيء، فليتزوج. فإن اكتفى بواحدة وإلا ففي ثانية. وإن لم يكتف بثانية فثالثة. وإن لم يكتف بثالثة فرابعة. وإن لم يكتف برابعة.
الطالب : فخامسة.
الشيخ : لا لا الخامسة يا ولدي. إن لم يكتف بخامسة فليشتر أمة. أي نعم إن لم يكتف برابعة فليشتر أمة. والإماء له ما شاء. الخلاصة : أقول : لا تطع والدك تزوج واستعن بالله. أما بالنسبة للوالد : فإني أحذره من أن يمنع أولاده من النكاح. وأقول : إذا طلب الولد النكاح وهو فقير وأنت غني يجب أن تزوجه من مالك. فكيف إذا كان هو يتزوج من نفسه؟ أقول للوالد : اتق الله، لو أنك في وضع الولد الآن ومنعك أحد من النكاح ألا يكون في قلبك عليه شيء؟ الجواب : بلى والله. فليتق الله. ولييسر الأمر لولده. وكذلك بالنسبة للبنات، بعض الناس يمنع بناته من النكاح بحجة أنها لم تكمل الدراسة. فيقال : متى خطب الكفء فزوجه ولا تنتظر الدراسة. المرأة في الحقيقة مطالبة بشؤون البيت. أما الدراسة والتوسع فيها فهذا للرجال. والنساء مأمورات بشؤون البيت. قال الله تعالى لأطهر النساء في خير القرون قال : (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )). وانظروا في البلاد التي عايشت المرأة فيها الرجل ماذا يحصل؟ يحصل فساد وبلاء ومصاحبة، ومفاسد لا يعلمها إلا الله. لكن لو أن الرجل سعى بما يلزمه مما هيأه الله له قدراً وشرعاً والمرأة كذلك، لكمل الشعب واستراح الشعب. يأتي الرجل إلى البيت يجد كل شيء كاملاً. يخرج إلى السوق يجد أنه هو الذي يباشر الأعمال وهو الذي يباشر الوظائف. وللنساء بيوت وللرجال وظائف. كلٌّ يسعى فيما يكمل به الآخر. المرأة تكمل لزوجها الراحة وشؤون البيت. والرجل يكمل لزوجته جميع المؤونة. ولو أننا مشينا على ما جاءت به الشريعة في هذا الأمر حصل خير كثير. فإذا خطب كفء فزوج واستعن بالله ولا ترد المرأة. والإنسان إذا رد بناته مرة بعد أخرى عزف الناس عنهن ثم بقين لا أزواج لهن. نعم.