تتمة من شرح باب صلاة التطوع من بلوغ المرام. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى : با ب صلاة التطوع : عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ الْأَسْلَمِيِّ - رضي اَللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : ( قَالَ لِي اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم: سَلْ. فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي اَلْجَنَّةِ، فَقَالَ : أَوَغَيْرَ ذَلِكَ ? فقُلْتُ : هُوَ ذَاكَ . قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ اَلسُّجُودِ ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام باب صلاة التطوع.
صلاة التطوع هي الصلاة التي ليست بواجبة. والصلاة الواجبة : هي الصلوات الخمس : الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. والجمعة بدل عن الظهر. والظهر بدل عنها إذا فاتت. فأما الوتر فليس بواجب وما عدا هذا - هذه الصلوات الخمس - فإنه ليس بواجب. الذي أجمع عليه العلماء هي هذه الصلوات الخمس. أما الوتر ففيه خلاف والصحيح أنه ليس بواجب. وأما صلاة العيد فمختلف فيها والصحيح أنها واجبة. لكنها ليست كوجوب الصلوات الخمس. وأما صلاة الكسوف فمختلف فيها أيضا. والصحيح أنها واجبة على أقل تقدير أن تكون فرض كفاية. وما سوى ذلك ، فهو تطوع. ومن نعمة الله تبارك وتعالى أنه شرع لعباده سننا من جنس الفرائض. فالصلوات المفروضة لها تطوع سنن. الزكاة صدقة لها تطوع. الصيام له تطوع. الحج له تطوع. الجهاد له تطوع وذلك أن الإنسان لا يخلو من تقصير في الواجبات فجعل الله تعالى هذا التطوع جبرا لما يحصل من التقصير. ولولا أن الله شرع لنا هذا لكان التعبد به بدعة. ولكان المتعبد آثما. لكن من نعمة الله أن شرع لعباده هذا التطوع ليزدادوا عملا صالحا ولتجبر به فرائضهم. فلله الحمد والمنة. بدأ المؤلف رحمه الله تعالى بذكر حديث ربيعة بن مالك. ربيعة بن مالك قضى للنبي صلى الله عليه وسلم حاجة فقال له : سل يعني : اسأل شيئا أعطيك إياه مكافأة على ذلك فكانت همته عالية رضي الله عنه ما سأل شيئا من أمور الدنيا. قال : ( أسألك مرافقتك في الجنة ). انظر للهمة العالية ما قال أريد ناقة ولا أريد بستانا ولا أريد متاعا ولا أريد ثيابا ولا دراهم ولا دنانير. قال : ( أسألك مرافقتك في الجنة ). قال : ( أو غير ذلك؟ ) يعني : أو تسألني غير ذلك. أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف مدى تصميم هذا الرجل على ما سأل. قال : ( هو ذاك ). يعني : لا أسألك غير هذا. قال : ( فأعني على نفسك بكثرة السجود ) يعني : بكثرة الصلاة. فدل هذا على أن كثرة الصلاة من أسباب مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. والصلاة خير موضوع. أكثر منها ما استطعت. ولكن اعلم أن المراد بذلك الصلاة التي هي الصلاة ، التي هي صلة بين العبد وربه ، التي إذا كبر الإنسان فيها شعر بأنه واقف بين يدي الله، يناجيه ويخشع قلبه وتخشع جوارحه ويستنير قلبه وليست كصلاة كثير من الناس. نسأل الله أن يعمنا بعفوه ، صلاة آلية فقط حركات يتحركها وهو في مكان والقلب في ميدان آخر. هذه صلاة صورية في الحقيقة فاقدة الروح ما هي إلا جسم قشور لا لب فيه. فالمراد بالصلاة التي تكون سببا لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة - وأسال الله لي ولكم ذلك أن نكون رفقاء له في الجنة وحسن أولئك رفيقا - هي الصلاة ذات الخشوع ، حضور القلب ، والطمأنينة ، أن يشعر الإنسان بأنه بين يدي الله يناجيه. ( إذا قال: الحمد لله رب العالمين. قال : الله له حمدني عبدي. وإذا قال : الرحمن الرحيم. قال : أثنى علي عبدي. وإذا قال : مالك يوم الدين. قال : مجدني عبدي. وإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين. قال : هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال : الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ). هذه الصلاة. فالمهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( أعني على نفسك بكثرة السجود ). فهل نظن أن ربيعة رضي الله عنه قلل من السجود أو كثر من السجود ؟
الجواب : كثّر من السجود لا شك ، لأن هو طلب عوضا. فقيل العوض نعطيك بشرط أن تعطينا هذا الأمر. إذن هو سوف يحرص على أن يكثر السجود أن يكثر الصلاة لله عز وجل. ولكن هناك أوقات لا تجوز فيها الصلاة إلا لسبب وهي من صلاة الفجر إلى ارتفاع الشمس قيد رمح ، وقبيل الزوال حتى تزول الشمس، ومن صلاة العصر إلى الغروب هذه أوقات لا تجوز فيها الصلاة إلا إذا كان لها سبب ، كدخول المسجد مثلا إنك إذا دخلته تصلي في أي وقت. لكن فيما عدا ذلك كثر لو تصلي من حين ارتفاع الشمس قيد رمح في أول النهار إلى قبيل الزوال عشرين ركعة ، ثلاثين ، أربعين ، خمسين ، ستين ، مائة فهو خير. لكن الأعمال تتفاضل. طلب العلم أفضل من الصلاة. طلب العلم الشرعي أفضل من الصلاة ، لأن طلب العلم من الجهاد في سبيل الله. قال الإمام أحمد رحمه الله : " تذاكر ليلة أحب إلى من قيامها " يعني : التذاكر في العلم أحب إليّ من قيامها. ولكن إذا كان الإنسان ليس أهلا لطلب العلم لعدم فهمه أو عدم حفظه أو ما أشبه ذلك فالصلاة خير موضوع. والله الموفق.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب صلاة التطوع : عَنْ اِبْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم: عَشْرَ رَكَعَاتٍ : رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَلظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَلصُّبْحِ ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةٍ لَهُمَا : ( وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْجُمْعَةِ فِي بَيْتِهِ ). وَلِمُسْلِمٍ : ( كَانَ إِذَا طَلَعَ اَلْفَجْرُ لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ).
وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا - : ( أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم كَانَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ اَلظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَلْغَدَاةِ ). رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ.
وَعَنْهَا رضي الله عنها قَالَتْ : ( لَمْ يَكُنْ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم عَلَى شَيْءٍ مِنْ اَلنَّوَافِلِ أَشَدَّ تَعَاهُدًا مِنْهُ عَلَى رَكْعَتَيْ اَلْفَجْرِ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَلِمُسْلِمٍ : (رَ كْعَتَا اَلْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ اَلدُّنْيَا وَمَا فِيهَا).
وَعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أُمِّ اَلْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ : سَمِعْتَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم يَقُولُ : ( مَنْ صَلَّى اِثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمهٍ وَلَيْلتهٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي اَلْجَنَّةِ ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَفِي رِوَايَةٍ : ( تَطَوُّعًا ). وَلِلتِّرْمِذِيِّ نَحْوُهُ . وَزَادَ : ( أَرْبَعًا قَبْلَ اَلظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْمَغْرِبِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْعِشَاءِ ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ اَلْفَجْرِ ).
وَلِلْخَمْسَةِ عَنْهَا : ( مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعٍ قَبْلَ اَلظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرَّمَهُ اَللَّهُ تعالى عَلَى اَلنَّارِ ).
وعَنْ اِبْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : ( رَحِمَ اَللَّهُ اِمْرَأً صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ اَلْعَصْرِ ) رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُو دَاوُدَ وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَصَحَّحَهُ.
وَعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ- قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم قَالَ : ( صَلُّوا قَبْلَ اَلْمَغْرِبِ، صَلُّوا قَبْلَ اَلْمَغْرِبِ ) ثُمَّ قَالَ فِي اَلثَّالِثَةِ : ( لِمَنْ شَاءَ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا اَلنَّاسُ سُنَّةً ). رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ. وَفِي رِوَايَةِ لاِبْنِ حِبَّانَ : ( أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم صَلَّى قَبْلَ اَلْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ ). وَلِمُسْلِمٍ عَنْ ابن عباسٍ قَالَ : ( كُنَّا نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ غُرُوبِ اَلشَّمْسِ ، وكَانَ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم يَرَانَا فَلَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَانَا ).
وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : ( كَانَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم يُخَفِّفُ اَلرَّكْعَتَيْنِ اَللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ اَلصُّبْحِ حَتَّى إِنِّي أَقُولُ : أَقَرَأَ بِأُمِّ اَلْكِتَابِ؟ ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم قَرَأَ فِي رَكْعَتَيْ اَلْفَجْرِ : (( قُلْ يَا أَيُّهَا اَلْكَافِرُونَ )) و (( قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ )). رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيْ اَلْفَجْرِ اِضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ اَلْأَيْمَنِ ). رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ اَلرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ اَلصُّبْحِ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ اَلْأَيْمَنِ ). رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .
وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : ( صَلَاةُ اَللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى. فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ اَلصُّبْحِ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
الشيخ : كلها في الرواتب التابعة للمكتوبات. يعني السنن التي تتبع الفرائض. وهي اثنتا عشرة ركعة : أربعا قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل صلاة الفجر. ( من صلاهن في يومه وليلته بنى الله له بيتا في الجنة ). وهذه الرواتب الاثنتا عشرة بعضها أوكد من بعض. آكدها سنة الفجر فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدعها حضرا ولا سفرا. وقال فيها عليه الصلاة والسلام : (ر كعتا الفجر - يعني: سنة الفجر - خير من الدنيا وما فيها ). وكان صلى الله عليه وسلم لا يصلي معها غيرها من أذان الفجر إلى الصلاة. وكان يخففها. هذه السنة. حتى تقول عائشة : ( أقرأ بأم القرآن؟ ). وكان يقرأ في الركعة الأولى (( قل يا أيها الكافرون )) مع الفاتحة، وفي الركعة الثانية (( قل هو الله أحد )) مع الفاتحة. وأحيانا يقرأ (( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) في الركعة الأولى. وفي الثانية (( قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )). وإذا فاتت هذه الرواتب فإنها تقضى لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما فاتته راتبة الظهر التي بعدها قضاها بعد العصر عليه الصلاة والسلام. وكذلك سنة الفجر إذا دخلت المسجد والناس يصلون الفجر ولم تصل السنة فصلها بعد الصلاة. وإن شئت أخرها حتى ترتفع الشمس قيد رمح بعد طلوعها. ومن السنن : سنن ليست براتبة مثل : ركعتين قبل المغرب. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب، وقال: في الثالثة لمن شاء ) لئلا يتخذها الناس سنة راتبة. ومنها أن يصلي أربعا قبل الظهر، وأربعا بعدها. فقد جاء في الحديث : ( من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها حرمه الله على النار ). ومنها أن يصلي أربعا قبل العصر. فقد جاء في الحديث : ( رحم الله رجلا صلى قبل العصر أربعا ). لكنّ هذه ليست رتبة الرواتب اثنتا عشرة ركعة فقط. أربع ركعات قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل صلاة الصبح. والله الموفق .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى : با ب صلاة التطوع : عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ الْأَسْلَمِيِّ - رضي اَللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : ( قَالَ لِي اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم: سَلْ. فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي اَلْجَنَّةِ، فَقَالَ : أَوَغَيْرَ ذَلِكَ ? فقُلْتُ : هُوَ ذَاكَ . قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ اَلسُّجُودِ ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام باب صلاة التطوع.
صلاة التطوع هي الصلاة التي ليست بواجبة. والصلاة الواجبة : هي الصلوات الخمس : الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. والجمعة بدل عن الظهر. والظهر بدل عنها إذا فاتت. فأما الوتر فليس بواجب وما عدا هذا - هذه الصلوات الخمس - فإنه ليس بواجب. الذي أجمع عليه العلماء هي هذه الصلوات الخمس. أما الوتر ففيه خلاف والصحيح أنه ليس بواجب. وأما صلاة العيد فمختلف فيها والصحيح أنها واجبة. لكنها ليست كوجوب الصلوات الخمس. وأما صلاة الكسوف فمختلف فيها أيضا. والصحيح أنها واجبة على أقل تقدير أن تكون فرض كفاية. وما سوى ذلك ، فهو تطوع. ومن نعمة الله تبارك وتعالى أنه شرع لعباده سننا من جنس الفرائض. فالصلوات المفروضة لها تطوع سنن. الزكاة صدقة لها تطوع. الصيام له تطوع. الحج له تطوع. الجهاد له تطوع وذلك أن الإنسان لا يخلو من تقصير في الواجبات فجعل الله تعالى هذا التطوع جبرا لما يحصل من التقصير. ولولا أن الله شرع لنا هذا لكان التعبد به بدعة. ولكان المتعبد آثما. لكن من نعمة الله أن شرع لعباده هذا التطوع ليزدادوا عملا صالحا ولتجبر به فرائضهم. فلله الحمد والمنة. بدأ المؤلف رحمه الله تعالى بذكر حديث ربيعة بن مالك. ربيعة بن مالك قضى للنبي صلى الله عليه وسلم حاجة فقال له : سل يعني : اسأل شيئا أعطيك إياه مكافأة على ذلك فكانت همته عالية رضي الله عنه ما سأل شيئا من أمور الدنيا. قال : ( أسألك مرافقتك في الجنة ). انظر للهمة العالية ما قال أريد ناقة ولا أريد بستانا ولا أريد متاعا ولا أريد ثيابا ولا دراهم ولا دنانير. قال : ( أسألك مرافقتك في الجنة ). قال : ( أو غير ذلك؟ ) يعني : أو تسألني غير ذلك. أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف مدى تصميم هذا الرجل على ما سأل. قال : ( هو ذاك ). يعني : لا أسألك غير هذا. قال : ( فأعني على نفسك بكثرة السجود ) يعني : بكثرة الصلاة. فدل هذا على أن كثرة الصلاة من أسباب مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. والصلاة خير موضوع. أكثر منها ما استطعت. ولكن اعلم أن المراد بذلك الصلاة التي هي الصلاة ، التي هي صلة بين العبد وربه ، التي إذا كبر الإنسان فيها شعر بأنه واقف بين يدي الله، يناجيه ويخشع قلبه وتخشع جوارحه ويستنير قلبه وليست كصلاة كثير من الناس. نسأل الله أن يعمنا بعفوه ، صلاة آلية فقط حركات يتحركها وهو في مكان والقلب في ميدان آخر. هذه صلاة صورية في الحقيقة فاقدة الروح ما هي إلا جسم قشور لا لب فيه. فالمراد بالصلاة التي تكون سببا لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة - وأسال الله لي ولكم ذلك أن نكون رفقاء له في الجنة وحسن أولئك رفيقا - هي الصلاة ذات الخشوع ، حضور القلب ، والطمأنينة ، أن يشعر الإنسان بأنه بين يدي الله يناجيه. ( إذا قال: الحمد لله رب العالمين. قال : الله له حمدني عبدي. وإذا قال : الرحمن الرحيم. قال : أثنى علي عبدي. وإذا قال : مالك يوم الدين. قال : مجدني عبدي. وإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين. قال : هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال : الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ). هذه الصلاة. فالمهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( أعني على نفسك بكثرة السجود ). فهل نظن أن ربيعة رضي الله عنه قلل من السجود أو كثر من السجود ؟
الجواب : كثّر من السجود لا شك ، لأن هو طلب عوضا. فقيل العوض نعطيك بشرط أن تعطينا هذا الأمر. إذن هو سوف يحرص على أن يكثر السجود أن يكثر الصلاة لله عز وجل. ولكن هناك أوقات لا تجوز فيها الصلاة إلا لسبب وهي من صلاة الفجر إلى ارتفاع الشمس قيد رمح ، وقبيل الزوال حتى تزول الشمس، ومن صلاة العصر إلى الغروب هذه أوقات لا تجوز فيها الصلاة إلا إذا كان لها سبب ، كدخول المسجد مثلا إنك إذا دخلته تصلي في أي وقت. لكن فيما عدا ذلك كثر لو تصلي من حين ارتفاع الشمس قيد رمح في أول النهار إلى قبيل الزوال عشرين ركعة ، ثلاثين ، أربعين ، خمسين ، ستين ، مائة فهو خير. لكن الأعمال تتفاضل. طلب العلم أفضل من الصلاة. طلب العلم الشرعي أفضل من الصلاة ، لأن طلب العلم من الجهاد في سبيل الله. قال الإمام أحمد رحمه الله : " تذاكر ليلة أحب إلى من قيامها " يعني : التذاكر في العلم أحب إليّ من قيامها. ولكن إذا كان الإنسان ليس أهلا لطلب العلم لعدم فهمه أو عدم حفظه أو ما أشبه ذلك فالصلاة خير موضوع. والله الموفق.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب صلاة التطوع : عَنْ اِبْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم: عَشْرَ رَكَعَاتٍ : رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَلظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَلصُّبْحِ ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةٍ لَهُمَا : ( وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْجُمْعَةِ فِي بَيْتِهِ ). وَلِمُسْلِمٍ : ( كَانَ إِذَا طَلَعَ اَلْفَجْرُ لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ).
وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا - : ( أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم كَانَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ اَلظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَلْغَدَاةِ ). رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ.
وَعَنْهَا رضي الله عنها قَالَتْ : ( لَمْ يَكُنْ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم عَلَى شَيْءٍ مِنْ اَلنَّوَافِلِ أَشَدَّ تَعَاهُدًا مِنْهُ عَلَى رَكْعَتَيْ اَلْفَجْرِ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَلِمُسْلِمٍ : (رَ كْعَتَا اَلْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ اَلدُّنْيَا وَمَا فِيهَا).
وَعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أُمِّ اَلْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ : سَمِعْتَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم يَقُولُ : ( مَنْ صَلَّى اِثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمهٍ وَلَيْلتهٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي اَلْجَنَّةِ ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَفِي رِوَايَةٍ : ( تَطَوُّعًا ). وَلِلتِّرْمِذِيِّ نَحْوُهُ . وَزَادَ : ( أَرْبَعًا قَبْلَ اَلظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْمَغْرِبِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ اَلْعِشَاءِ ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ اَلْفَجْرِ ).
وَلِلْخَمْسَةِ عَنْهَا : ( مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعٍ قَبْلَ اَلظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرَّمَهُ اَللَّهُ تعالى عَلَى اَلنَّارِ ).
وعَنْ اِبْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : ( رَحِمَ اَللَّهُ اِمْرَأً صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ اَلْعَصْرِ ) رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُو دَاوُدَ وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَصَحَّحَهُ.
وَعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ- قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم قَالَ : ( صَلُّوا قَبْلَ اَلْمَغْرِبِ، صَلُّوا قَبْلَ اَلْمَغْرِبِ ) ثُمَّ قَالَ فِي اَلثَّالِثَةِ : ( لِمَنْ شَاءَ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا اَلنَّاسُ سُنَّةً ). رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ. وَفِي رِوَايَةِ لاِبْنِ حِبَّانَ : ( أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم صَلَّى قَبْلَ اَلْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ ). وَلِمُسْلِمٍ عَنْ ابن عباسٍ قَالَ : ( كُنَّا نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ غُرُوبِ اَلشَّمْسِ ، وكَانَ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم يَرَانَا فَلَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَانَا ).
وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : ( كَانَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم يُخَفِّفُ اَلرَّكْعَتَيْنِ اَللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ اَلصُّبْحِ حَتَّى إِنِّي أَقُولُ : أَقَرَأَ بِأُمِّ اَلْكِتَابِ؟ ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم قَرَأَ فِي رَكْعَتَيْ اَلْفَجْرِ : (( قُلْ يَا أَيُّهَا اَلْكَافِرُونَ )) و (( قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ )). رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : كَانَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيْ اَلْفَجْرِ اِضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ اَلْأَيْمَنِ ). رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ اَلرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ اَلصُّبْحِ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ اَلْأَيْمَنِ ). رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .
وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : ( صَلَاةُ اَللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى. فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ اَلصُّبْحِ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
الشيخ : كلها في الرواتب التابعة للمكتوبات. يعني السنن التي تتبع الفرائض. وهي اثنتا عشرة ركعة : أربعا قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل صلاة الفجر. ( من صلاهن في يومه وليلته بنى الله له بيتا في الجنة ). وهذه الرواتب الاثنتا عشرة بعضها أوكد من بعض. آكدها سنة الفجر فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدعها حضرا ولا سفرا. وقال فيها عليه الصلاة والسلام : (ر كعتا الفجر - يعني: سنة الفجر - خير من الدنيا وما فيها ). وكان صلى الله عليه وسلم لا يصلي معها غيرها من أذان الفجر إلى الصلاة. وكان يخففها. هذه السنة. حتى تقول عائشة : ( أقرأ بأم القرآن؟ ). وكان يقرأ في الركعة الأولى (( قل يا أيها الكافرون )) مع الفاتحة، وفي الركعة الثانية (( قل هو الله أحد )) مع الفاتحة. وأحيانا يقرأ (( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) في الركعة الأولى. وفي الثانية (( قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )). وإذا فاتت هذه الرواتب فإنها تقضى لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما فاتته راتبة الظهر التي بعدها قضاها بعد العصر عليه الصلاة والسلام. وكذلك سنة الفجر إذا دخلت المسجد والناس يصلون الفجر ولم تصل السنة فصلها بعد الصلاة. وإن شئت أخرها حتى ترتفع الشمس قيد رمح بعد طلوعها. ومن السنن : سنن ليست براتبة مثل : ركعتين قبل المغرب. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب، وقال: في الثالثة لمن شاء ) لئلا يتخذها الناس سنة راتبة. ومنها أن يصلي أربعا قبل الظهر، وأربعا بعدها. فقد جاء في الحديث : ( من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها حرمه الله على النار ). ومنها أن يصلي أربعا قبل العصر. فقد جاء في الحديث : ( رحم الله رجلا صلى قبل العصر أربعا ). لكنّ هذه ليست رتبة الرواتب اثنتا عشرة ركعة فقط. أربع ركعات قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل صلاة الصبح. والله الموفق .