التحلي بالأخلاق الفاضلة. حفظ
الشيخ : ثانياً : أحث طالب العلم على التخلق بالأخلاق الفاضلة ، لأنه لا فائدة للعلم إلا أن تعمل به. ولهذا قال الله عز وجل : (( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )) وهذا العلم (( مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )). لا بد أن يكون طالب العلم على خلق . أسأل الله أن يهديني وإياكم لأحسن الأخلاق والأعمال، أن يكون على خلق فاضل طيب حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ). احرص غاية الحرص على حسن الخلق. ومن حسن الخلق أنك إذا لقيت صاحبك فسلم عليه. إذا لقيته فسلم عليه. قل : سلام عليك، لأن هذا من الأخلاق الفاضلة. وقد حث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الأخلاق الفاضلة وعلى السلام بالذات. فقال في حق المسلم على أخيه : ( إذا لقيته - إيش- فسلم عليه) ( إذا لقيته فسلم عليه ). وقال صلى الله عليه وسلم : ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ). أظهروه أعلنوه أكثروا منه. (أفشوا السلام بينكم ). حتى كان بعض السلف يدخل إلى السوق ليسلم على الناس. كيف يدخل ليسلم؟ نعم. أليس الناس يدخلون السوق ليربحوا؟ الجواب : بلى. هذا يدخل ليربح ، لأنه إذا سلم مرة كان له عشر حسنات. هذا ربح عظيم ، فمن الخلق أن تسلم على من لقيت من المسلمين. وأما من غير المسلمين لا تسلم عليهم ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن نبدأ اليهود والنصارى بالسلام وغيرهم كذلك. فإذا قال قائل : إذا لقيت شخصاً هو أصغر مني هل أبدؤه بالسلام أو أقول : أنا أحق منه أن يبدأني بالسلام؟ الأول وإلا الثاني؟ الأول يا إخواني. لا تأخذك العزة بالإثم تقول : أنا الأكبر لي الحق. فقد كان من خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يبدأ من لقيه بالسلام مع أنه أشرف الخلق وأعظم الخلق حقاً على الخلق. ومع ذلك يبدأ من لقيه بالسلام. لا تقل : والله أنا لي خمسين سنة. وهذا ما له إلا ثلاثين سنة. هو اللي يبدأ! لا. ابدأ أنت لك الأجر ولك الأسوة الحسنة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فالسلام إذن من الأخلاق الفاضلة ومن السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. هل يكفي من السلام أن تقول : مرحباً وأهلاً؟ الأخ.
الطالب : لا يكفي.
الشيخ : لا يكفي. لا إلى أن الآن ما وصلني الرد. إلى الآن في الابتداء. انتظر انتظر. هل يكفي أن يقول لمن لقيه مرحبا بأبي فلان؟ لا يكفي. لماذا؟ ما وصلني الرد يا رجل. هذا الابتداء. هل تقول إذا لقيت واحد مرحبا بأبي فلان؟ هل يكفي؟ ما يكفي لأن الله تعالى ذكر السلام. وقال نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا لقيته فسلم عليه ). أحسنت. تمام. إذا قال : أهلا وسهلاً بأبي فلان. الجواب: لا. بد أن تقول: عليك السلام. ثم ترحب. من الأخلاق الفاضلة التي ينبغي لطالب العلم أن يتصف بها : مساعدة إخوانه إذا احتاجوا للمساعدة سواء كان في مال يقرضه إياه أو في طعام يحمله له أو في ورقة يعينه على نقلها. المهم أن تعينه كلما احتاج إلى معونتك ، لأن ذلك صدقة . كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( تعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ). احرص على نفع إخوانك. واعلم أن الجزاء من جنس العمل. إذا أحسنت إلى إخوانك أحسن الله إليك. إذا أحسنت إلى إخوانك أحسن الله إليك. وأيهما أعظم : أن تحسن أنت إلى أخيك أو أن يحسن الله إليك؟ الثاني أو الأول؟ الثاني. الثاني يا أخي. وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الله في عون العبد -إيش؟- ما كان العبد في عون أخيه ). ماهي ما دام. ( ما كان العبد في عون أخيه ). يعني : أن عون الله للإنسان كعونه لأخيه. ولا تظن أن طلب المعونة إنما يجاب إذا كان من زملائك. لا تظن هذا. بل هذا وغيره أيضاً حتى مثلا من الجيران. لو أن أحداً طلب منك أن تعينه فأعنه ، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.