المثابرة في طلب العلم والمصابرة عليه. حفظ
الشيخ : ومما ينبغي لطالب العلم إذا كان يريد العلم حقيقة أن يثابر على العلم ، يعني يداوم عليه ويصبر ولا يمل ، لأن العلم صعب. والعلم إن أعطيته كلك أدركت - إيش؟ - بعضه. وإن أعطيته بعضك لم تدرك منه شيئاً. اجتهد في المراجعة، اجتهد في المناقشة مع إخوانك بنية الوصول إلى الحق. اجتهد في تعاهد ما حفظت من العلم. إذا قرأت تاريخ العلماء رحمهم الله تعجبت. كيف يصبرون هذا الصبر على طلب العلم؟ مع أنه ليس هناك كهرباء ، ولا أدوات كتابية سهلة، صعبة. الأشياء في ذلك الوقت صعبة. مع ذلك يبقون كل الليل يراجعون على قنديل يكادون لا يبصرون ما يقرؤون. لكنهم جادون ، لأنهم يعلمون أنهم في جدهم وطلبهم للعلم كالمجاهدين في سبيل الله عز وجل. ليس عملاً ضائعاً بل هو كالجهاد في سبيل الله. واسمع إلى قول الله تبارك وتعالى : (( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً )) ما الآية؟ الأخ أنت إي نعم. ما تعرف! طيب. (( مَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا )) يعني: في الجهاد، ((كافة )) لا يمكن هذا. لماذا؟ لأنه لو نفروا كافةً في الجهاد تعطلت شعائر الإسلام. ولهذا قال : (( فَلَوْلا نَفَرَ )) ومعنى (( لولا )) : هلَّا. (( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ )) يعني وقعدت طائفة (( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ )) من الذين يتفقهون في الدين؟ النافرون أو القاعدون؟ القاعدون. (( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )). فانظر كيف جعل الله التفرغ لطلب العلم معادلاً لإيش؟ للجهاد في سبيل الله. إذن أنت يا طالب العلم مجاهد في سبيل الله. وحاجة الناس إلى العلم أشد من حاجتهم إلى الجهاد ، لأن الجهاد في ناحية خاصة وعمل خاص. لكن العلم في كل نواحي الحياة. العلم يعرف الإنسان به بعقيدته في ربه عز وجل، يعرف كيف يتطهر، كيف يتوضأ ، كيف يصلي ، كيف يزكي ، كيف يصوم ، كيف يحج ، كيف يجاهد. ومن ورثة الأنبياء؟ المجاهدون أو العلماء؟ الثاني. العلماء هم ورثة الأنبياء. إذا ورثوا الأنبياء في العبادة والخلُق والمعاملة والدعوة. إذا قاموا بهذا فقد ورثوا الأنبياء. أما العالم الذي لا يعمل بعلمه فليس بوارث للأنبياء. إذا لم تعمل فلست من ورثة العلماء. ولكن اعلم أنك ربما تطلب العلم وتتساهل في العمل به. لكن كلما طلبت العلم ازددت رغبةً فيما عند الله وحينئذٍ إيش؟ تعمل بالعلم. ولهذا قال بعض أهل العلم : طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله. سبحان الله! فالعلم الشرعي كله خير. فاعمل به تفز بربحه.