تتمة الشريط بشرح حديث : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ). حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نقل المؤلف رحمه الله تعالى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار. فقلن : وبم يا رسول الله؟ قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير. ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن : ما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال : أليس شهادة المرأة نصف شهادة الرجل قلن : بلى. قال : فذلك من نقصان عقلها، قال : أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم قلن : بلى. قال : فذلك من نقصان دينها ) متفق عليه.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله في كتاب الإيمان من الأحاديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد إما الأضحى وإما الفطر ) الشك من الراوي وإلا فهو إما في هذا أو هذا يقينا. وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم من عادته أن يخطب الرجال أولا بعد الصلاة. ثم ينزل إلى النساء فيعظهن ويخطب فيهن. في أحد أيام العيد خطب الرجال ثم نزل إلى النساء ومعه بلال فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة. فجعلن يتصدقن من حليهن. تأخذ المرأة خرصها أو قرطها أو ما أشبه ذلك وتضعه في ثوب بلال رضي الله عنه. وقال فيما قال لهن : ( إني أريتكن أكثر أهل النار ). ومن المعلوم أن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون كلهم في النار والعياذ بالله - أجارنا الله وإياكم منها - وواحد في الجنة من الألف. ( رأيتكن أكثر أهل النار ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " هذا يدل على أن الإناث من بني آدم أكثر من الذكور ". ولا يلزم هذا أن يكن أكثر في كل زمان ومكان. قد تختلف الأزمنة، وقد تختلف الكثرة في بلد دون آخر. لكن هن أكثر، أكثر بني آدم النساء. لما قال : إنه أري أنهن أكثر أهل النار سألن : ( قلن بم يا رسول الله؟ قال: إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ). اللعن: يعني السب. وتكفرن العشير: يعني الزوج، لأنه لا أحد أقرب عشرة ولا ألصق بالمرأة من زوجها. تكفره. ومعنى كفران العشير: أنها تكفر نعمته. لو أحسن إليهن الدهر كله ثم أتاهن سيئة واحدة قالت : ما رأيت خيرا قط. فهي تكفر العشير وتكثر السب. وهذا باعتبار الجنس لا باعتبار الواحد. إذ قد يوجد في النساء من لا تعرف السب ولا كفران العشير. تكون طيبة حسنة الأخلاق، قائمة بحق الزوج، معترفة بفضله، لكن هذا باعتبار الجنس. ( قلن : يا رسول الله ما نقصان ديننا ، ما نقصان عقلنا؟ ) لما قال : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) يعني : أنه ما رأى عليه الصلاة والسلام أحدا أشد إذهابا لعقل الرجل الحازم العاقل من النساء. ولما قال : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) سألن رضي الله عنهن عن السبب، سبب نقصان الدين والعقل. لكنّ في هذه الجملة ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) فيها دليل على شدة تأثير النساء على الرجال. لأنه قال : ( أذهب للب الرجل الحازم ). فكيف بالرجل الذي ليس بحازم؟ فالمرأة لها تأثير على عقول الرجال. وما ترك النبي صلى الله عليه وسلم فتنة أضر على الرجال من النساء، حتى العقلاء من الرجال ينخدعون بالنساء وتذهب عقولهم بهن. سألن عن نقصان العقل قال : ( أليس شهادة المرأتين برجل قلن : بلى. قال: هذا نقصان عقلها ). والعقل هنا بمعنى عقل الأشياء وإدراكها وفهمها وضبطها. فالمرأة ليست ناقصة عقل يعني أنها مجنونة، لا، لكنها لا تعقل الأشياء كما يعقل الرجل. ولذلك كانت شهادة المرأتين على الرجل. وفي بعض الأشياء لا تقبل شهادة النساء إطلاقا كالحدود مثلا. الحدود لو أتى ألف امرأة يشهدن على رجل بالسرقة لم تقطع يده، لأنه لا مدخل لشهادة النساء في الحدود. في الأموال تقبل شهادة المرأة لكن المرأة لا تكفي وحدها. فإذا شهد رجل ويمين المدعي حكم به بالقضية. مثلا : ادعى إنسان على شخص بمائة ريال. وأتى برجل فقط يشهد بذلك وحلف حكم القاضي له بمائة ريال. لو أتى بامرأة ما تقبل، لأن الواحدة لا تكفي. لابد من امرأتين. وإذا أتى بامرأتين ففيه خلاف أيضا بين العلماء. بعضهم يقول : لا يمكن أن تقبل امرأتان وحدهما، بل لابد معهما من رجل. أما نقصان الدين فقال : ( أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن: بلى، قال: هذا نقصان دينها ). الرجل إذا صلى خمس مرات في اليوم والمرأة حائض ما تصلي. أيهما أزيد إيمانا؟ الرجل لأنه صلى خمس مرات لله عز وجل. وهذه لم تصل.
فإن قال قائل : إنها تركت الصلاة امتثالا لأمر الله.
فنقول: نعم. هي بتركها الصلاة امتثالا لأمر الله تثاب على الترك. لكن يفوتها أجر الصلاة فيكون ثوابها بامتثالها لأمر الله بترك الصلاة لا بأنها كمن صلى. وهذا النقص الذي ليس اختياريا لا يلام عليه العبد. ولذلك نقول : إن نقصان الإيمان ينقسم إلى قسمين : قسم يلام عليه الإنسان وقسم يعاقب عليه، وقسم لا يلام ولا يعاقب. القسم الذي يعاقب عليه : إذا كان نقصان الإيمان عن محرم أو واجب، يعني أو ترك واجب فهذا يعاقب عليه. وإذا كان عن ترك سنة فهذا يلام عليه ولكنه لا يعاقب. ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله : " من ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة " مع أنه رحمه الله لا يرى أن الوتر واجب.
الثالث : نقص لا يلام عليه الإنسان ولا يعاقب كنقص دين المرأة بترك الصلاة إذا حاضت وترك الصيام. في هذا الحديث دليل واضح على الفرق بين الرجال والنساء في العقل والدين والتأثير على العقلاء. والذي قال ذلك من؟ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أعلم الخلق بشريعة الله عز وجل. ولا ينطق عن الهوى. ولا يمكن في مثل هذا الحال أن يتكلم بهذا الكلام العظيم بالنسبة للنساء إلا عن علم من الله جل وعلا. وبهذا نعرف سفه أولئك الذين يريدون أن يسووا بين الرجال والنساء. فإنهم سفهاء في عقولهم، ضلال في أديانهم، جهال في علومهم، لأن هؤلاء الذين يقعقعون إما أنهم جاهلون أو غير معترفين بكلام النبي عليه الصلاة والسلام أو إنهم يريدون الإفساد والعياذ بالله. رأوا الأمة -والحمد لله - في هذه البلاد محافظة، مستقرة، بعيدة عن أسباب الفتن فأرادوا أن يحرفوها عن دينها بهذه الدعوات الباطلة التي نسأل الله تعالى أن يهديهم ويقينا شرهم. نحن لا ندعو عليهم بإثم لكن نسأل الله أن يهديهم ويقينا شرهم. فهؤلاء خطر على المجتمع، خطر عظيم، يجب على المجتمع أن ينبذهم ما داموا على هذه الأفكار الرديئة، لأنهم وإن كانوا يقولون : إنما نحن مصلحون. فإنهم والله هم المفسدون كما قال الله تعالى عن المنافقين : (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )) قال الله تعالى : (( أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ )). شوف كيف الآية هذه؟ فيها تأكيد، تأكيد باستفتاحها بألا، (( ألا )) توكيد بإيش؟ بإن، تأكيد بضمير الفصل (( أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكن لا يشعرون )).
نسأل الله تعالى أن يحفظ على هذه البلاد دينها عقيدة وعملا وخلقا إنه على كل شيء قدير.