بيان حال الأمة الإسلامية في حين تسلط الأعداء عليها. حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد : فهذا هو اللقاء المتمم للسبعين من اللقاءات الشهرية التي تتم في الجامع الكبير في مدينة عنيزة في ليلة الأحد الثالث من كل شهر. وهذه الليلة هي ليلة عشرين من شعبان عام 1420. أسأل الله أن ينفعنا بهذه اللقاءات وأن يرزقنا وإياكم علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا واسعا يغنينا به عن خلقه ولا يغنينا به عنه عز وجل.
في هذه الليلة نرحب بإخواننا في مدينة بريدة في مسجد الغانم بحي البصيرية حيث إنهم شاركوا في الاستماع إلى هذا اللقاء عبر الهاتف جزاهم الله خيرا وأخلف عليهم ما أنفقوه بالبركة. كما سبقهم في ذلك إخواننا في رياض الخضراء.
الأمة الإسلامية في هذه الأيام تستقبل شهر رمضان المبارك. ولكنها تعيش بألم ونكد فيما يجري على إخواننا في الشيشان من تسلط أولئك الملحدين من بلاد الروس عليهم، لا لشيء، إلا لأنهم شرعوا في نشر الدين الإسلامي الصافي من البدع في بلاد البلقان. ولكنْ أعداء الإسلام لا يرضون بهذا أبداً سواءٌ كانوا من الملحدين الشيوعيين أو كانوا من النصارى أو من اليهود أو من غيرهم. وهذا ظاهر.
إن الدول الغربية ساكتة، بل ربما يكون بعضها يساعد الروس بالخفاء -قاتل الله الجميع-. ولما أرادت تيمور الشرقية وهي جزء من الأمة الإسلامية في إندونيسيا لما أرادت أن تتحرر لأن أكثرها نصارى، قام الغرب وقعد، وهيأ الأسطول الجوي والبحري والبري من أجل أن يتحرر من أن أجل أن ينفصل هذا الجزء من أندونيسيا لأن أكثره نصارى. أما جمهورية الشيشان الجمهورية الفتية التي عرفت حقيقة الحياة، وعرفت حقيقة التوحيد، وعرفت الدين الصافي، فهي عند الغرب منشقة. والمجاهدون فيها إرهابيون وما أشبه ذلك. ولكني أقول : (( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )). إننا لن نيأس ولن نقنط وسوف يرجع الروس على أعقابهم مخذولين إن شاء الله كما رجعوا في أول مرة. وإنّ من حق إخواننا علينا، بل أدنى حق أن ندعوَ الله لهم أن ينجيهم من القوم الظالمين، وأن ينصرهم على القوم الكافرين في أوقات الإجابة وفي وأحوال الإجابة في السجود في الفريضة والنافلة، بين الأذان والإقامة، في آخر الليل، في يوم الجمعة من مجيء الإمام إلى أن تُقضى الصلاة، كل هذه أوقات إجابة علينا أن نلح على الله عز وجل في الدعاء.
اللهم انصر إخواننا المسلمين في الشيشان، اللهم انصرهم على عدوهم، اللهم اردد عدوهم خائباً نادماً، اللهم أذله بعد العزة، اللهم أضعفه بعد القوة، اللهم أفقره بعد الغنى، اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم يا رب العالمين، واجعل بأسهم بينهم.