الشيخ : لوجاز الرمي قبل الزوال لرخص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للضعفة كما رخص لهم في يوم العيد أن يرموا قبل الفجر، والموجب قائم وهو الزحام. بل إنه في رمي الجمرات في أيام التشريق أشد إلحاحاً، لأن الجو حار. ومع ذلك لم يأذن لأحد أن يتقدم فيرمي قبل الزوال. حتى في اليوم الثاني عشر وهو يوم التعجل لا يجوز لأحد أن يرمي قبل الزوال ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يرم إلا بعد الزوال وقال : ( خذوا عني مناسككم ). ولكن لو أن الإنسان في اليوم الثاني عشر تعجل ولمَّ متاعه، حمل على السيارة ثم ذهب متجهاً إلى مكة على أنه سيرمي وينزل. فصار زحام في الخطوط وزحام عند الجمرات. هل ينتظر إلى الليل ثم يرمي ويمشي أو نقول : انتظر إلى الليل وتبقى إلى اليوم الثالث؟ الجواب بالأول. ما دمت قد نويت التعجل وارتحلت وحبسك الزحام. فلا حرج أن تستمر في تعجلك ولو بعد غروب الشمس حتى لو لم ترم إلى منتصف الليل. امش ولا حرج، لأنه يصدق عليك أنك تعجلت في يومين لكن حبسك العذر.
طيب. في آخر شيء طواف الوداع، إذا انتهى الإنسان من الحج وأراد الرجوع إلى بلده، فإنه لا ينصرف حتى يطوف للوداع. ويسقط الوداع عن المرأة الحائض والنفساء. أسأل الله تعالى أن يهيئ للمسلمين حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً.