المصالح التي تفوت بإرسال مال الأضحية لمكان ما ليضحى فيه. حفظ
الشيخ : واعلم أن الأضحية في مكان المضحي لا خارج البلد، في مكان المضحي. وأما ما يظنه بعض الناس من أنك ترسل دراهم إلى مكان من بلاد المسلمين ليضحى به فهذا غلط. هذا فيه فوات مصالح عظيمة وله سلبيات. أما فوات المصالح : فأولاً : هل الأضحية شرعت من أجل الانتفاع باللحم أو من أجل التقرب إلى الله تعالى بذبحها؟ الجواب : الثاني بلا شك. قال الله تبارك وتعالى، قال الله تعالى : (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )). وقال تعالى : (( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ )). ولو كان المقصودالأضحية لجاز ، نعم، ولو كان المقصود اللحم لجاز لكل إنسان أن يشتري يوم العيد أكثر من لحم الضأن ويتصدق به. ولكن المقصود التقرب إلى الله تعالى بالذبح. فإذا أرسلت دراهم إلى مكان لا تدري عنه. هل تشعر بأنك متقرب إلى الله تعالى بالذبح، أو متقرب إلى الله تعالى بهذه الدراهم التي أرسلت؟
الجواب بالثاني لا شك. ولا تشعر بأنك متقرب إلى الله بالذبح. فيفوت هذا المقصود الأعظم الذي قال الله عنه : (( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ )).
ثانياً : أمرنا الله تعالى بالأكل منها، أمرنا الله بالأكل منها فقال تعالى : (( كُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )). وإذا دفعت الدراهم إلى مكان ما يشترى به أضحية ويضحى بها هل تأكل منها؟ أجيبوا يا جماعة. ما تأكل. ففوت أمر الله عز وجل. وقد قال بعض العلماء : " إن الأكل منها واجب وأن من لم يأكل من أضحيته فهو آثم ". قالوا : لأن الله أمر بالأكل وقدم الأكل على إطعام المسكين. قال : (( كُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا )) وأنت الآن ما أنت بآكل منها. واضح يا جماعة؟ واضح؟
ثالثاً : يفوت المضحي الذي أرسل الدراهم يفوت ذكر اسم الله عليها، لأن الذي يسمي من؟ الذابح، أنت لا ، لا يفوت هذا الشيء. نعم، فاتك هذا الشيء، فحرمت الأجر.
أما الأمور السلبية فهي كثيرة. منها: أن الإنسان ممنوع من أخذ الشعر والظفر والبشرة حتى يضحي. وإذا أرسل الدراهم ما الذي يعلمه أنه ضُحي بها أو لا؟ لا يدري، فيبقى معلقاً هل يأخذ من هذه شيئاً أو لا يأخذ؟ ويبقى في شك حتى يضرب التلفون على الذين قبضوا الدراهم يقول : هل ذبحتم أضحيتي؟ حتى يأخذ من شعره الذي يستحب أخذه. فسيقولون : والله ما ندري. عندنا آلاف من الغنم ما ندري ويش أضحيتك؟ انتظر. ربما يقولون: انتظر ثلاثة أيام ما يدري. ولا يمكن أن يتأكد أن أضحيته ذبحت إلا إذا انتهت الأضاحي كلها. فيبقى الإنسان معلقاً لا يفعل السنة في حلق العانة ، ولا في تقليم الأظفار ، ولا في الأخذ من الشارب، تعطل السنن.
ثانياً : من الأمور السلبية أنك إذا دفعت الدراهم - وهذه مسألة يجب النظر فيها نظراً عميقاً - إذا دفعت الدراهم ودفع الثاني دراهم والثالث دراهم. ولنكن اجتمع - مثلاً - مائة ألف اشتري بها أضاحي. ما هي أضحيتك من هذه الأضاحي؟ إنّ الذين يضحون لا يدرون. اجتمع عندهم مائة ألف عن مائتين أضحية. ذبحوا المائتين ولا يدرون أن هذه لفلان أو هذه لفلان. ذبحوها باسم أنها ضحايا وبس. ومعلوم أنه لا بد من تعيين من هي له. ولم يبلغنا أن هؤلاء الذين يأخذونها أنهم يجعلون قوائم بأسماء فيقول : باسم الله عندي صفحة فيها عشرة أسماء. يلا فلان ابن فلان هذه أضحيته اذبحها يا جزار. ما كانوا يقولون هذا. وحينئذٍ تبقى أضحيتك عائمة. وبمقتضى القواعد الشرعية لا تجزئ الأضحية. لماذا؟ لأنه لم يعين. صارت مائتين أضحية مشاعة بين مائتين رجال أو أقل أو أكثر. وهذا أمر مشكل.
ومنها : أنه يفوتك الأكل منها وقد بينا أن بعض العلماء أوجب الأكل.
ومنها : أنك لا تأمن لا تأمن أن يتأخر ذبح أضحيتك إلى ما بعد أيام التشريق، لأنه إذا قدرنا اجتمع عند هؤلاء عشرة آلاف رأس والجزارون خمسة أو ستة أو عشرة. هل يمكنهم أن يذبحوا هذا العدد الكثير في أربعة أيام؟ قد لا يمكن. فتبقى الأضاحي متأخرة عن وقتها. وهذا كما سمعتم أولاً : إذا لم تقع الأضحية في وقتها فهي غير مجزئة.
والمهم أننا ننصح إخواننا المسلمين عن ارتكاب هذه الطريق بما فيها من فوات المنافع وحصول الأمور التي يقع فيها الشك. ولسنا نريد بهذا أن نمنع الخير عن إخواننا المتبرعين، أبدا. نقول: يا أخي! انفع إخوانك بالدراهم، بالأطعمة، بالكسوة، بالفرش، بالخيام، بحفر الآبار، افعل هذا، وربما يكونون محتاجين لهذا أكثر من حاجتهم لقطعة من اللحم. فأرجو من إخواننا المسلمين في مثل هذه الأمور أن يتأنوا وأن يسألوا أهل العلم. طيب.
لو قال قائل : إذا دعت الضرورة في بلد ما إلى بذل الأضاحي لهم. نقول : لا تبذل الأضاحي. ابذل صدقة. والصدقة عند الضرورة أفضل من الأضحية. الصدقة عند الضرورة أفضل من الأضحية. لكن ادفعها لا على أن يشترى بها أضحية، الأضحية خلها عندك في بيتك، وهذه اجعلها صدقة والصدقة عند الضرورة - أي: دفع الضرورة - أفضل من الأضحية. فمثلاً : إخواننا في الشيشان مضطرون إلى مساعدتهم بالمال إذا كان يمكن أن يصل إليهم. فإذا كان الإنسان عنده مائتا ريال - يعني متين ريال - إما أن يشتري بها أضحية أو يرسلها لهم؟ الأفضل أن يرسلها لهم، لأنهم في ضرورة. والأضحية ما هي ضرورة. فلينتبه المسلمون لهذا وأن لا ينجفلوا للدعوات التي ظاهرها العاطفة. والعاطفة يجب أن تكون لكل مسلم لأخيه، أن تكون من كل مسلم لأخيه، لكن لا بد من التمشي على الحدود الشرعية.
الجواب بالثاني لا شك. ولا تشعر بأنك متقرب إلى الله بالذبح. فيفوت هذا المقصود الأعظم الذي قال الله عنه : (( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ )).
ثانياً : أمرنا الله تعالى بالأكل منها، أمرنا الله بالأكل منها فقال تعالى : (( كُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )). وإذا دفعت الدراهم إلى مكان ما يشترى به أضحية ويضحى بها هل تأكل منها؟ أجيبوا يا جماعة. ما تأكل. ففوت أمر الله عز وجل. وقد قال بعض العلماء : " إن الأكل منها واجب وأن من لم يأكل من أضحيته فهو آثم ". قالوا : لأن الله أمر بالأكل وقدم الأكل على إطعام المسكين. قال : (( كُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا )) وأنت الآن ما أنت بآكل منها. واضح يا جماعة؟ واضح؟
ثالثاً : يفوت المضحي الذي أرسل الدراهم يفوت ذكر اسم الله عليها، لأن الذي يسمي من؟ الذابح، أنت لا ، لا يفوت هذا الشيء. نعم، فاتك هذا الشيء، فحرمت الأجر.
أما الأمور السلبية فهي كثيرة. منها: أن الإنسان ممنوع من أخذ الشعر والظفر والبشرة حتى يضحي. وإذا أرسل الدراهم ما الذي يعلمه أنه ضُحي بها أو لا؟ لا يدري، فيبقى معلقاً هل يأخذ من هذه شيئاً أو لا يأخذ؟ ويبقى في شك حتى يضرب التلفون على الذين قبضوا الدراهم يقول : هل ذبحتم أضحيتي؟ حتى يأخذ من شعره الذي يستحب أخذه. فسيقولون : والله ما ندري. عندنا آلاف من الغنم ما ندري ويش أضحيتك؟ انتظر. ربما يقولون: انتظر ثلاثة أيام ما يدري. ولا يمكن أن يتأكد أن أضحيته ذبحت إلا إذا انتهت الأضاحي كلها. فيبقى الإنسان معلقاً لا يفعل السنة في حلق العانة ، ولا في تقليم الأظفار ، ولا في الأخذ من الشارب، تعطل السنن.
ثانياً : من الأمور السلبية أنك إذا دفعت الدراهم - وهذه مسألة يجب النظر فيها نظراً عميقاً - إذا دفعت الدراهم ودفع الثاني دراهم والثالث دراهم. ولنكن اجتمع - مثلاً - مائة ألف اشتري بها أضاحي. ما هي أضحيتك من هذه الأضاحي؟ إنّ الذين يضحون لا يدرون. اجتمع عندهم مائة ألف عن مائتين أضحية. ذبحوا المائتين ولا يدرون أن هذه لفلان أو هذه لفلان. ذبحوها باسم أنها ضحايا وبس. ومعلوم أنه لا بد من تعيين من هي له. ولم يبلغنا أن هؤلاء الذين يأخذونها أنهم يجعلون قوائم بأسماء فيقول : باسم الله عندي صفحة فيها عشرة أسماء. يلا فلان ابن فلان هذه أضحيته اذبحها يا جزار. ما كانوا يقولون هذا. وحينئذٍ تبقى أضحيتك عائمة. وبمقتضى القواعد الشرعية لا تجزئ الأضحية. لماذا؟ لأنه لم يعين. صارت مائتين أضحية مشاعة بين مائتين رجال أو أقل أو أكثر. وهذا أمر مشكل.
ومنها : أنه يفوتك الأكل منها وقد بينا أن بعض العلماء أوجب الأكل.
ومنها : أنك لا تأمن لا تأمن أن يتأخر ذبح أضحيتك إلى ما بعد أيام التشريق، لأنه إذا قدرنا اجتمع عند هؤلاء عشرة آلاف رأس والجزارون خمسة أو ستة أو عشرة. هل يمكنهم أن يذبحوا هذا العدد الكثير في أربعة أيام؟ قد لا يمكن. فتبقى الأضاحي متأخرة عن وقتها. وهذا كما سمعتم أولاً : إذا لم تقع الأضحية في وقتها فهي غير مجزئة.
والمهم أننا ننصح إخواننا المسلمين عن ارتكاب هذه الطريق بما فيها من فوات المنافع وحصول الأمور التي يقع فيها الشك. ولسنا نريد بهذا أن نمنع الخير عن إخواننا المتبرعين، أبدا. نقول: يا أخي! انفع إخوانك بالدراهم، بالأطعمة، بالكسوة، بالفرش، بالخيام، بحفر الآبار، افعل هذا، وربما يكونون محتاجين لهذا أكثر من حاجتهم لقطعة من اللحم. فأرجو من إخواننا المسلمين في مثل هذه الأمور أن يتأنوا وأن يسألوا أهل العلم. طيب.
لو قال قائل : إذا دعت الضرورة في بلد ما إلى بذل الأضاحي لهم. نقول : لا تبذل الأضاحي. ابذل صدقة. والصدقة عند الضرورة أفضل من الأضحية. الصدقة عند الضرورة أفضل من الأضحية. لكن ادفعها لا على أن يشترى بها أضحية، الأضحية خلها عندك في بيتك، وهذه اجعلها صدقة والصدقة عند الضرورة - أي: دفع الضرورة - أفضل من الأضحية. فمثلاً : إخواننا في الشيشان مضطرون إلى مساعدتهم بالمال إذا كان يمكن أن يصل إليهم. فإذا كان الإنسان عنده مائتا ريال - يعني متين ريال - إما أن يشتري بها أضحية أو يرسلها لهم؟ الأفضل أن يرسلها لهم، لأنهم في ضرورة. والأضحية ما هي ضرورة. فلينتبه المسلمون لهذا وأن لا ينجفلوا للدعوات التي ظاهرها العاطفة. والعاطفة يجب أن تكون لكل مسلم لأخيه، أن تكون من كل مسلم لأخيه، لكن لا بد من التمشي على الحدود الشرعية.