صفة العمرة. حفظ
الشيخ : لكن صفة العمرة أن تنويها من حين أن تركب السيارة من بيتك، حتى يكون الطريق عبادة، حتى يكون الطريق عبادة، من بيتك إلى أن ترجع، انو العمرة من بيتك ليس معناه : أني أقول: ادخل في العمرة، لا. انوها أنك مسافر للعمرة حتى لو قدر الله عليك أن لا تدرك العمرة فإنه يكتب له الأجر. الدليل قول الله عز وجل : (( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )). انو العمرة من حين تركب السيارة. وكن في سفرك مقيماً للصلاة، حسن الأخلاق، خادماً لإخوانك. قال بعضهم : " صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني ". الله أكبر! ابن عمر الصحابي الجليل الورع الفقيه يقول هذا : صحبته لأخدمه فكان إيش؟ يخدمني. ومن تواضع لله. أجب. رفعه الله. إذا وصلت إلى الميقات فاغتسل كما تغتسل للجنابة. وهذا معلوم - يعني: صفة الاغتسال - ثم طيب رأسك ولحيتك. طيبها بأطيب ما تجد. وصب على رأسك أو أكثر من الطيب في رأسك، لأن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تقول : ( كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو محرم ) في مفارق رسول الله، مفارق يعني: مفرق الرأس، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يتخذ الشعر بناءً على أن هذه هي العادة في زمنه. وكان أول ما قدم المدينة يسدل يسدل رأسه إلى وراء موافقة لليهود. ثم بعد ذلك كره أن يوافقهم وصار يفرق فرق الشعر على اليمين وعلى الشمال وعلى الخلف. تقول : ( كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ). وصلت إلى الحرم - أوصلك الله إلى الخير - ادخل المسجد وقل الذكر الذي تقوله عند كل مسجد، عند دخول كل مسجد، وتقدم إلى الحجر الأسود فاستلمه، امسحه بيدك وقبله إن استطعت، وإلا استلمه بيدك وقبل يدك. وإن لم تستطع فإيش؟ فبالإشارة، بالإشارة. يروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال لعمر : ( يا عمر! إنك رجل قوي فلا تزاحم فتؤذي الضعيف. ولكن إن وجدت فرجة فاستلمه - يعني: الحجر الأسود - وإلا فاستقبله وهلل وكبر ). ثم تطوف سبعة أشواط تبتدئ من الحجر وتنتهي بإيش؟ بالحجر. واحذر أن تدخل من باب الحِجر، احذر، لأنك لو دخلت من باب الحجر نقصت الشوط. أتدرون ما هذا الحجر؟ العوام يقولون : هذا حجر إسماعيل، إسماعيل ما يدري عنه ولا يعلم عنه ولا دفن فيه. هذا الحجر لما هدمت قريش الكعبة وأرادت أن تبنيها نقصت النفقة، ما عندهم قروش، فماذا صنعوا؟ قالوا : إذن تقصر الكعبة. لا يبنى الجزء الشمالي منها. ولكن يحوَّط، ففعلوا، - استمع يا رجل - وبقيت حتى فتح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مكة، سنة كم؟ أجب. سنة كم؟ الله المستعان! ذكرتها الآن في مجلسي هذا، سنة كم؟ الثامنة من الهجرة. وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحسن الناس خلقاً وخير الناس لأهله، يتحدث مع زوجاته ويحدثهن، وينبسط إليهن، حدث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يوماً من الدهر قال لها : ( لولا أن قومك حديثوا عهد بكفر لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم. وجعلت لها بابين : باباً يدخل منه الناس وباباً يخرجون منه ) يعني: ولكن خشيت الفتنة أني لو هدمتها وأعدتها على ما سبق افتتن الناس، لأنهم حديثو عهد بكفر. فبقيت، بقيت إلى متى؟ إلى عهد عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، لما تولى عبد الله بن الزبير على الحجاز هدم الكعبة، لأن الفتنة أمنت، وبناها على قواعد إبراهيم، وبقيت زمناً من الدهر، ثم أعيدت على ما هي عليه اليوم. هذا. إذن الحجر الآن من الكعبة أو ليس منها؟ أجيبوا. من الكعبة. إذن لابد أن نطوف من ورائه، لو دخلنا مع الباب لم يتم الشوط. انتبه لهذا. طيب. ثم من نعمة الله عز وجل أن الله تعالى وفق هذه الحكومة - جعلها الله تعالى موفقةً دائما - ووضعت علامة على محاذاة الحجر الأسود لما كثر الناس وكانوا لا يدركون محاذاة الحجر. فوضعت هذا الخط البني حتى يعرف الإنسان من أين يبتدئ وإلى أين ينتهي. وكنا قبل هذا نجد مشقة يقف الواحد ها أنا حاذيت تقدمت تأخرت. لكن من نعمة الله وتوفيقه أن الحكومة - زادها الله توفيقاً - وضعت هذا الخط وفيه مصلحة عظيمة، فصار الناس الآن يبتدئون من الخط لا على أنه علامة شرعية مقصودة بذاتها. ولكن لأنه علامة على إيش؟ على محاذاة الحجر. كما يوجد الآن بين أيديكم خطوط لتسوية الصفوف. وكما يوجد الآن لإيصال الكلام هذه الميكرفونات الآن هل نحن نتعبد لله تعالى بوضع الميكرفون على أنه عبادة أو على أنه وسيلة لإسماع الناس؟ الثاني أو الأول؟ الثاني. كذلك هذه الهواتف الآن تسمع من في بلاد بعيدة. على كل حال أقول : أتمم سبعة أشواط. ثم صلِّ ركعتين خلف المقام إن تيسر ولو كنت بعيداً. المهم أن يكون المقام بينك وبين البيت، وإن لم يتيسر ففي أي مكان. ثم اعمد إلى المسعى، فاصعد على الصفا واستقبل القبلة وارفع يديك للدعاء والتكبير والتهليل، ثم انزل متجهاً إلى إيش؟ متجهاً إلى إيش؟ إلى المروة. فإذا حاذيت العمود الأخضر فاركض اركض بقدر ما تستطيع إذا كان المسعى واسعاً ما فيه زحام إلى أن تصل إلى العمود الآخر الأخضر. ثم امش على العادة حتى تصل إلى المروة وافعل عليها كما فعلت على الصفا. وهكذا حتى تتم سبعة أشواط، سبعة أشواط. كيف صفتها؟ من الصفا إلى الصفا شوط؟ من الصفا إلى المروة شوط. - أه كمل - ومن المروة إلى الصفا شوط آخر. أحسنت. إذن ليس كالطواف. الطواف ما يتم الشوط حتى تصل إلى المكان الذي بدأت منه. لكن المسعى لا. تمام. والسعي في الدور الأرضي والسعي في الدور الثاني والسعي في الدور الثالث كلها مجزئة ،كلها مجزئة. والأفضل لك أن تكون في الدور الذي تتمكن فيه من الخشوع ويقل فيه الزحام. طيب. أتممت السعي سبعة أشواط بعد ذلك تحلق أو تقصر. أنت بالخيار. احلق وهو أفضل، أو قصر. والمرأة تقصر. وبذلك انتهت العمرة. من أراد أن يرجع إلى بلده رجع في الحال، ومن أقام في مكة فليقم. ولكن إذا أراد أن يرجع إلى بلده فليطف طواف الوداع.