تفسير قوله تعالى: ((..... وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ )). حفظ
الشيخ : (( لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ )) المشرك : من اتخذ مع الله إلهاً يعبده، أو اتخذ مع الله رباً يعتقد أن له تدبيراً في الكون. والمشرك كافر واضح ليس ينافق، يظهر شركه علناً ويقاتل المؤمنين من أجله، مثل من؟ أجيبوا يا جماعة. كمشركي قريش. أليسوا قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم عمداً؟ أليسوا أخرجوه وأصحابه من ديارهم؟ أليسوا يسيئون إليه بالقول وبالفعل؟ يقولون : إنه ساحر، إنه مجنون، إنه كاذب، وأساءوا إليه بالفعل أيضاً. فأهل مكة كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يومٍ ساجداً ، ساجدا تحت الكعبة، ساجدا تحت الكعبة، آمن مكان على الأرض ذلك المكان. وهو محترم معظم عند قريش إلا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. كان ساجداً لله عز وجل فقالوا : من يذهب إلى جزور بني فلان ويأتي بسلاها القذر المكروه منظراً ويضعه على ظهر محمد؟ فانتدب لذلك أشقاهم والعياذ بالله! فذهب وأتى بالسلا سلا الناقة، السلا : اللي يخرج منها عند الولادة. فألقى السلا على ظهر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو ساجد. بالله عليكم أفي هذا إهانة للرسول؟! أجيبوا. بلى والله. أفي هذا إهانة للمسجد الحرام؟ بلى والله. والعجب أنه لو جاء بدوي جاهل يسجد تحت الكعبة لعظموه واحترموه. وهذا النبي الكريم الذي هو أولى بالكعبة من هؤلاء المشركين يفعل فيه هذا! لماذا؟ لأن المشركين لا يبالون، يعلنون بشركهم ولا يبالون، ما عندهم نفاق، هذا الصنف الثاني من الناس.