تتمة شروط التوبة . حفظ
الشيخ : (( قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ ))، فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر، عصا من شجرة، عادي، لكن فيه آيات. ضرب البحر بالعصا. أتدرون ماذا كان؟ انفلق البحر اثني عشر طريقاً، انفلق وصارت أسواق واسعة في وسط البحر والماء كالجبال بين هذه الأسواق. ثم إن هذه الأسواق صارت يابسة في الحال كما قال عز وجل : (( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً )). دخل وموسى وقومه من هذه الأسواق، ثم أتبعهم فرعوه وقومه، فأمر الله البحر فانطبق عليهم. انطبق، فماذا قال فرعون لما أدركه الغرق؟ (( قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ )). شوف الآن آمن. وانظر كيف أذل نفسه غاية الذل بقوله : (( بالَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ )). فجعل نفسه تابعاً لبني إسرائيل، بينما كان في الأول عالياً عليهم، لكن اضطر إلى هذا (( آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ ))، قيل له : (( آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ )) يعني : آلآن تتوب؟ هذا ما ينفع وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين (( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً )) ((نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً )) أي: علامة، وذلك أن بني إسرائيل قد أرعبهم فرعون إرعاباً عظيماً. فلا تطمئن قلوبهم ولا تهدأ نفوسهم حتى يروا هذا العدو وقد هلك، فبقي الجسم وشاهده بنو إسرائيل واطمأنوا أنه قد أدركه الغرق، ولهذا قال : (( لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً )) ثم بعد ذلك أكلته الحيتان وذهب. وما ذكر أنه موجود الآن في الأهرام فلا أساس له من الصحة. وكم من شيء اشتهر لكن ليس له سند! والقرآن الكريم يقول : (( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ )) انتهى موضوعه.
أما الأمر الثاني مما لا تقبل معه التوبة: فإذا طلعت الشمس، إذا طلعت الشمس من مغربها، آمن الناس كلهم، لأنه حصل لهم أمر ليس باستطاعة أحد. الشمس الآن تشرق منين؟ من المشرق وتغرب من المغرب. فإذا خرجت من المغرب ورآها الناس آمنوا، قالوا: ما يمكن أن تخلف العادة إلا ولها رب يدبرها، فآمنوا، ولكن الله يقول : (( لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرا )). هذه شروط التوبة خمسة. إذا تحققت تاب الله على العبد.
اللهم إنا نسألك أن تتوب علينا يا رب العالمين، وأن توفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا إنك على كل شيء قدير.
والآن إلى الأذان.
الآن إلى الأسئلة نسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب.
السائل : جزى الله عنا شيخنا خير الجزاء.