" قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وفصل الخطاب أن يقال : الحق في مجموع القولين ، فكل منهما معه بعض الحق، والصواب في مجموعهما، وإنما يتبين ذلك بقاعدة ، وهي : أن حق من دعا الله بأسمائه الحسنى أن يتوسل في كل مطلب ويسأل بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله ، حتى إن الداعي متشفع إلى الله تعالى، متوسل به إليه، فإذا قال : رب اغفر لي وتب علي إنك التواب الغفور فقد سأله بأمرين، وتوسل إليه باسمين من أسمائه، مقتضيين لحصول مطلوبه . فالمقام لما كان مقام طلب السلامة - التي هي أهم عند الرجل - أتى في لفظها بصيغة اسم من أسماء الله، وهو السلام الذي تطلب منه السلامة، وهو مقصود المسلم، فقد تضمن (( سلام عليكم )) اسما من أسماء الله تعالى، وطلب السلامة منه، فتأمل هذه القاعدة " حفظ