" قوله : ( قال ابن عمر : والذي نفس ابن عمر بيده ) : حديث ابن عمر هذا أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه ، عن يحيى بن يعمر قال كان أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين، فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر . فوفق الله لنا عبد الله بن عمر داخلا في المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي، فقلت: أبا عبد الرحمن ! إنه ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن، ويتقفرون العلم ، يزعمون أن لا قدر والأمر أنف . فقال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر ، لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه، حتى يؤمن بالقدر . ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال : يا محمد ! أخبرني عن الإسلام، قال : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال : صدقت . قال : فعجبنا له !يسأله ويصدقه، قال : فأخبرني عن الإيمان، قال : أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان، قال : أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال : فأخبرني عن الساعة، قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، قال : فأخبرني عن أماراتها، قال : أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، قال : فانطلق، فلبثنا مليا، ثم قال : يا عمر أتدري من السائل ، قلت : الله ورسوله أعلم، قال : إنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ) " حفظ