قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... ولو سلم الترادف، فالتصديق يكون بالأفعال أيضا، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( العينان تزنيان، وزناهما النظر، والأذن تزني، وزناها السمع ) ، إلى أن قال: ( والفرج يصدق ذلك ويكذبه ) ، وقال الحسن البصري رحمه الله: " ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في الصدور وصدقته الأعمال " . ولو كان تصديقا فهو تصديق مخصوص، كما في الصلاة ونحوها كما تقدم، وليس هذا نقلا للفظ ولا تغييرا له، فإن الله لم يأمر بإيمان مطلق، بل بإيمان خاص، وصفه وبينه. فالتصديق الذي هو الإيمان، أدنى أحواله أن يكون نوعا من التصديق العام، فلا يكون مطابقا له في العموم والخصوص، من غير تغير للبيان ولا قلبه، بل يكون" الإيمان "في كلام الشارع مؤلفا من العام والخاص، كالإنسان الموصوف بأنه حيوان ناطق، ولأن التصديق التام القائم بالقلب مستلزم لما وجب من أعمال القلب والجوارح، فإن هذه لوازم الإيمان التام، وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم.
ونقول: إن هذه لوازم تدخل في مسمى اللفظ تارة، وتخرج عنه أخرى، أو إن اللفظ باق على معناه في اللغة، ولكن الشارع زاد فيه أحكاما، أو أن يكون الشارع استعمله في معناه المجازي، فهو حقيقة شرعية، مجاز لغوي، أو أن يكون قد نقله الشارع. وهذه الأقوال لمن سلك هذا الطريق... " مع تعليق الشيخ. حفظ