تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : " ... وينتفي بعد هذا التقدير والتفصيل دعوى الترادف، وتشنيع من ألزم بأن الإسلام لو كان هو الأمور الظاهرة لكان ينبغي أن لا يقبل ذلك ، ولا يقبل إيمان المخلص ! وهذا ظاهر الفساد، فإنه قد تقدم تنظير الإيمان والإسلام بالشهادتين وغيرهما، وأن حالة الاقتران غير حالة الانفراد. فانظر إلى كلمة الشهادة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ) ، الحديث، فلو قالوا:" لا إله إلا الله "، وأنكروا الرسالة - ما كانوا يستحقون العصمة، بل لا بد أن يقولوا" لا إله إلا الله "قائمين بحقها، ولا يكون قائما بـ" لا إله إلا الله "حق القيام، إلا من صدق بالرسالة، وكذا من شهد أن محمدا رسول الله، لا يكون قائما بهذه الشهادة حق القيام، إلا من صدق هذا الرسول في كل ما جاء به. فتضمنت التوحيد، وإذا ضممت شهادة"أن لا إله إلا الله"إلى شهادة"أن محمدا رسول الله"- كان المراد من شهادة أن لا إله إلا الله إثبات التوحيد، ومن شهادة أن محمدا رسول الله إثبات الرسالة. كذلك الإسلام والإيمان: إذا قرن أحدهما بالآخر، كما في قوله تعالى: (( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات )) . وقوله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم لك أسلمت وبك آمنت ) : كان المراد من أحدهما غير المراد من الآخر. وكما قال صلى الله عليه وسلم: ( الإسلام علانية، والإيمان في القلب ) . وإذا انفرد أحدهما شمل معنى الآخر وحكمه، وكما في الفقير والمسكين ونظائره، فإن لفظي الفقير والمسكين إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، فهل يقال في قوله تعالى: (( إطعام عشرة مساكين )) - أنه يعطى المقل دون المعدم، أو بالعكس ؟ وكذا في قوله تعالى: (( وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم )) ... " . حفظ