تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح : "... وخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول، عملا به وتصديقا له - يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة، وهو أحد قسمي المتواتر. ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع، كخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( إنما الأعمال بالنيات ) ، وخبر ابن عمر: ( نهى عن بيع الولاء وهبته )، وخبر أبي هريرة: ( لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ) ، وكقوله: ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) ، وأمثال ذلك. وهو نظير خبر الذي أتى مسجد قباء وأخبر أن القبلة تحولت إلى الكعبة. فاستداروا إليها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل رسله آحادا، ويرسل كتبه مع الآحاد، ولم يكن المرسل إليهم يقولون لا نقبله لأنه خبر واحد ! وقد قال تعالى: (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ))، فلا بد أن يحفظ الله حججه وبيناته على خلقه، لئلا تبطل حججه وبيناته. ولهذا فضح الله من كذب على رسوله في حياته وبعد وفاته، وبين حاله للناس. قال سفيان بن عيينة: ما ستر الله أحدا يكذب في الحديث. وقال عبد الله بن المبارك: لو هم رجل في [ السحر ](3) أن يكذب في الحديث، لأصبح والناس يقولون: فلان كذاب ...". حفظ