قراءة الطالب لشرح الطحاوية : " ... وعن عوف بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم ) ، فقلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال: ( لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة ) .
فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر، ما لم يأمروا بمعصية، فتأمل قوله تعالى: (( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) - كيف قال:(( وأطيعوا الرسول )) ، ولم يقل: وأطيعوا أولي الأمر منكم فقد أطاع الله، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر بغير طاعة الله، بل هو معصوم في ذلك، وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله، فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله.
وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور، فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل، فعلينا الاجتهاد بالاستغفار والتوبة وإصلاح العمل. قال تعالى: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) وقال تعالى: (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )) وقال تعالى: (( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك )) (( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون )) فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم. فليتركوا الظلم.
وعن مالك بن دينار: أنه جاء في بعض كتب الله:" أنا الله مالك الملك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، لكن توبوا أعطفهم عليكم " ..."مع تعليق الشيخ. حفظ