تعليق الشيخ على ما تقدم قراءته من الشرح " ... قالوا: والنار موجب غضبه، والجنة موجب رحمته. وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( لما قضى الله الخلق، كتب كتابا، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي ) . وفي رواية: ( تغلب غضبي ) . رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قالوا: والله سبحانه يخبر عن العذاب أنه: (( عذاب يوم عظيم )) . و (( أليم ))، و (( عقيم ))، ولم يخبر ولا في موضع واحد عن النعيم أنه نعيم يوم. وقد قال تعالى: (( عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء ))، وقال تعالى حكاية عن الملائكة: (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما )) . فلا بد أن تسع رحمته هؤلاء المعذبين، فلو بقوا في العذاب لا إلى غاية لم تسعهم رحمته. وقد ثبت في الصحيح تقدير يوم القيامة بخمسين ألف سنة، والمعذبون فيها متفاوتون في مدة لبثهم في العذاب بحسب جرائمهم، وليس في حكمة أحكم الحاكمين ورحمة أرحم الراحمين أن يخلق خلقا يعذبهم أبد الآباد عذابا سرمدا لا نهاية له. وأما أنه يخلق خلقا ينعم عليهم ويحسن إليهم نعيما سرمدا - فمن مقتضى الحكمة. والإحسان مراد لذاته، والانتقام مراد بالعرض ...". حفظ