قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... ثم أعقب ذلك بما يدل على كمال حياته وقيوميته ، فقال : (( لا تأخذه )) أي لا تغلبه (( سنة )) ؛ أي نعاس (( ولا نوم )) ؛ فإن ذلك ينافي القيومية ؛ إذ النوم أخو الموت ، ولهذا كان أهل الجنة لا ينامون .
ثم ذكر عموم ملكه لجميع العوالم العلوية والسفلية ، وأنها جميعا تحت قهره وسلطانه ، فقال : (( له ما في السماوات وما في الأرض )) .
ثم أردف ذلك بما يدل على تمام ملكه ، وهو أن الشفاعة كلها له ، فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه .
وقد تضمن هذا النفي والاستثناء أمرين :
أحدهما : إثبات الشفاعة الصحيحة ، وهي أنها تقع بإذنه سبحانه لمن يرضى قوله وعمله.
والثاني : إبطال الشفاعة الشركية التي كان يعتقدها المشركون لأصنامهم ، وهي أنها تشفع لهم بغير إذن الله ورضاه .
ثم ذكر سعة علمه وإحاطته ، وأنه لا يخفى عليه شيء من الأمور المستقبلة والماضية .
وأما الخلق فإنهم ولا يحيطون بشيء من علمه قيل : يعني من معلومه ، وقيل : من علم أسمائه وصفاته إلا بما شاء الله سبحانه أن يعلمهم إياه على ألسنة رسله ، أو بغير ذلك من طرق البحث والنظر والاستنتاج والتجربة ... " . حفظ