قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( وتوكل )) . . إلخ ؛ هذه الجملة من الآيات ساقها المؤلف لإثبات بعض الأسماء والصفات .
فالآية الأولى فيها إثبات اسمه الحي ، كما تضمنت سلب الموت الذي هو ضد الحياة عنه ، وقد قدمنا أنه سبحانه حي بحياة هي صفة له لازمة لذاته ، فلا يعرض لها موت ولا زوال أصلا ، وأن حياته أكمل حياة وأتمها ، فيستلزم ثبوتها له ثبوت كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة .
وأما الآيات الباقية ؛ ففيها إثبات صفة العلم وما اشتق منها ؛ ككونه عليما ، ويعلم ، وأحاط بكل شيء علما ... إلخ .
والعلم صفة لله عز وجل بها يدرك جميع المعلومات على ما هي به ، فلا يخفى عليه منها شيء ؛ كما قدمنا .
وفيها إثبات اسمه الحكيم ، وهو مأخوذ من الحكمة ، ومعناه : الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب ، فلا يقع منه عبث ولا باطل ، بل كل ما يخلقه أو يأمر به فهو تابع لحكمته .
وقيل : هو من فعيل بمعنى مفعل ، ومعناه : المحكم للأشياء ، من الإحكام : وهو الإتقان ، فلا يقع في خلقه تفاوت ولا فطور ، ولا يقع في تدبيره خلل أو اضطراب .
وفيها كذلك إثبات اسمه الخبير ، وهو من الخبرة ؛ بمعنى كمال العلم ، ووثوقه ، والإحاطة بالأشياء على وجه التفصيل ، ووصول علمه إلى ما خفي ودق من الحسيات والمعنويات ... " . حفظ