قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقد ذكر سبحانه في هذه الآيات بعض ما يتعلق به علمه ؛ للدلالة على شموله وإحاطته بما لا تبلغه علوم خلقه : فذكر أنه : يعلم ما يلج ؛ أي : يدخل في الأرض من حب وبذر ومياه وحشرات ومعادن ، وما يخرج منها من زرع وأشجار وعيون جارية ومعادن نافعة كذلك ما ينزل من السماء من ثلج وأمطار وصواعق وملائكة ، وما يعرج ؛ أي : يصعد ( فيها ) كذلك من ملائكة وأعمال وطير صواف . . إلى غير ذلك مما يعلمه جل شأنه .
وذكر فيها أيضا أن عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ، ومفاتح الغيب ؛ قيل : خزائنه ، وقيل : طرقه وأسبابه التي يتوصل بها إليه ، جمع مفتح ؛ بكسر الميم ، أو مفتاح ؛ بحذف ياء مفاعيل .
وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ) ، ثم تلا قوله تعالى : (( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير )) . وقد دلت الآيتان الأخيرتان على أنه سبحانه عالم بعلم هو صفة له ، قائم بذاته ؛ خلافا للمعتزلة الذين نفوا صفاته ، فمنهم من قال : إنه عالم بذاته ، وقادر بذاته . . إلخ ، ومنهم من فسر أسماءه بمعان سلبية ، فقال : عليم ؛ معناه : لا يجهل ، وقادر ؛ معناه : لا يعجز . . إلخ ... " . حفظ