قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... والدليل العقلي على علمه تعالى أنه يستحيل إيجاده الأشياء مع الجهل ؛ لأن إيجاده الأشياء بإرادته ، والإرادة تستلزم العلم بالمراد ، ولهذا قال سبحانه : (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) .
ولأن المخلوقات فيها من الإحكام والإتقان وعجيب الصنعة ودقيق الخلقة ما يشهد بعلم الفاعل لها ؛ لامتناع صدور ذلك عن غير علم .
ولأن من المخلوقات من هو عالم ، والعلم صفة كمال ، فلو لم يكن الله عالما ؛ لكان في المخلوقات من هو أكمل منه .
وكل علم في المخلوق إنما استفاده من خالقه ، وواهب الكمال أحق به ، وفاقد الشيء لا يعطيه . وأنكرت الفلاسفة علمه تعالى بالجزئيات ، وقالوا : إنه يعلم الأشياء على وجه كلي ثابت ، وحقيقة قولهم أنه لا يعلم شيئا ؛ فإن كل ما في الخارج هو جزئي .
كما أنكر الغلاة من القدرية علمه تعالى بأفعال العباد حتى يعملوها ؛ توهما منهم أن علمه بها يفضي إلى الجبر ، وقولهم معلوم البطلان بالضرورة في جميع الأديان ... " . حفظ